قائمة الموقع

"غراس".. نادٍ ريادي يُدرب ويشغل خريجي الزراعة في غزة

2018-12-20T08:49:57+02:00

يسعى الشاب العشريني البراء أبو الحطب، إلى تطبيق المعلومات الزراعية التي تحصّل عليها في دراسته الأكاديمية على أرض الواقع من خلال بيئة تدريبية وتعليمية أوجدتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في مدينة خانيونس جنوب القطاع في إطار نادٍ أطلقت عليه "غراس" لرواد الأعمال الزراعيين.

فالخريج أبو الحطب الذي حظي بفرصة للتدرب والكسب المالي في النادي استطاع أن يصقل مهاراته ويزداد في خبرته تحت إشراف ومتابعة متخصصين في المجال الزراعي.

واختار أبو الحطب العمل في تربية الدجاج اللاحم داخل النادي، حيث تمكن من التعرف إلى أسس عملية التربية، وكيفية التغلب على المعوقات، مبينًا أن إنتاجه يباع إلى السوق الخارجي.

وأشار في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" إلى أهمية إنشاء نوادٍ ريادية أخرى تتيح الفرصة لخريجي الكليات الزراعية في التطبيق العملي.

ونادي "غراس" الذي بدأ عمله قبل عام، يعمل على مسارين: الإنتاج الزراعي، والإنتاج الحيواني، وحقق نتائج مرضية كما يقول القائمون عليه.

وبينم.شفيق العراوي منسق اختصاص الزراعة في الكلية الجامعية، أن النادي به (6) دفيئات زراعية قائمة على مساحة (6) دونمات، مزروعة بمحاصيل البطاطا، البندورة، والباذنجان، والخيار، والفلفل، و(8) دونمات زراعة مكشوفة، مزروعة بالبصل والبطاطا مؤكدًا استخدام أساليب زراعية سليمة وآمنة خاصة فيما يتعلق بالمبيدات الزراعية والجرعات واللقاحات ضمن فلسفة التوجه نحو الزراعة الآمنة.

وفي الشق الحيواني، بين العراوي لصحيفة "فلسطين" أن النادي يتضمن مزرعة دواجن لاحم على مساحة 300 متر، تضم (3) آلاف دجاجة، ومزرعة أغنام تحتوي على (60-80)رأسًا، مشيرًا إلى أنهم بصدد إنشاء مزرعة أبقار صغيرة تستوعب (6) رؤوس.

وأشار إلى أن الكلية الجامعية حصلت على قرض حسن قيمته (220) ألف دولار منالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP، بإدارة مؤسسة ريف للتمويل بنظام المضاربة على الطريقة الإسلامية.

ومنتجات النادي تباع في الأسواق العامة وإلى التجار الوسطاء، وللباحثين عن منتجات آمنة وبجودة عالية، والعائد يوزع 50% للخريجين و50% سداد المضاربة والقرض الحسن.

وأكد أن النادي يمنح طلبة تخصص مساعد مهندس زراعي الذي تدرسه الكلية الجامعية، المهارات والخبرات اللازمة لوضعهم على أرض صلبة وثابتة لينطلقوا عبرها إلى عالم الاستثمار والأعمال وذلك من خلال النماذج التدريبية التي أنشأتها الكلية من خلال المشروع وكذلك بعض النماذج الأخرى كالدفيئة "المؤتمة" وحقل المورينجا ووحدة الزراعة المائية السمكية (أكوابونك) والمختبرات المتخصصة.

من جانبه أكد م. نزار الوحيدي المدير العام للإرشاد والتنمية بوزارة الزراعة أهمية هذه المشاريع الريادية، التي تسهم في الارتقاء بالواقع الزراعي في قطاع غزة، والربط بين الخريجين وسوق العمل والمهندسين الزراعيين.

وجدد الوحيدي في حديثه لصحيفة "فلسطين" حاجة الأراضي الفلسطينية إلى اهتمام بالأبحاث العلمية التي من المؤكد أنها تطور الإنتاج النباتي والحيواني وتفسح المجال أمام الباحثين في إيجاد حلول لمشكلات تواجه المربين والمزارعين كملوحة المياه، أمراض التربة، زراعة أصناف جديدة تلائم البيئة المناخية لقطاع غزة.

وشدد الوحيدي على ضرورة أن تزيد الحكومة من نصيب القطاع الزراعي في موازناتها السنوية، لأن الزراعة رافد مهم للأمن الغذائي.

وحث مؤسسات القطاع الخاص، والمؤسسات المصرفية على احتضان مثل هذه المشاريع وتوفير الدعم والإسناد لهم.

وشدد على أهمية حماية الإنتاج المحلي من المنتجات المستوردة التي لها بديل، مشيرًا إلى تضرر كثير من المربين والمنتجين من جراء إغداق السوق المحلي بمنتجات خارجية.

وتشير معطيات إحصائية رسمية إلى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي بين الأسر في قطاع غزة وصلت إلى 70%، في حين أن 93% من الأسر في غزة لا تلبي احتياجاتها الضرورية من السلع.

ويعتمد نحو (19) ألف نسمة من سكان قطاع غزة على الزراعة، و(6) آلاف منهم على تربية الماشية و(3) آلاف على الصيد البحري لكسب الرزق.

وتقدّر مساحة الأراضي الزراعية (75.2 كم2) بنسبة 20% من مساحة قطاع غزة الكلية، أكبرها في خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، بالإضافة إلى المنطقة الحدودية من شمال القطاع وحتى جنوبه، بنحو (22500) دونم. وهي مقيدة الوصول أي أن الاحتلال يطلق النار صوب من يقترب من الحدود.

ونتيجة الحصار الإسرائيلي والحروب الثلاث تراجعت مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني من 14% إلى 9%، حيث بلغ 574 مليون دولار عام 2012 (قطاع غزة 179 مليونًا) وتراجع في عام 2017 إلى 390 مليونًا (قطاع غزة 123 مليونًا)، وتراجع عدد المزارعين من 45 ألف مزارع إلى 30 ألف مزارع، وتتكبد القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والخدماتية خسائر شهرية بنحو 49 مليون دولار.

اخبار ذات صلة