يومًا بعد يوم يزداد النقاش بين الموظفين والعمال في شركات ومؤسسات وجمعيات القطاع الخاص، ويزداد معه التوعية بفعل الحملات التي قادها الحراك الفلسطيني الموحد الرافض لقانون الضمان الاجتماعي.
ومع تلك التوعية تصاعدت الاحتجاجات والاعتصامات في محافظات ومدن الضفة الغربية المحتلة؛ رفضًا للقانون، صدح المشاركون خلالها بصوتهم عاليًا مرددين هتافات ورافعين شعارات رصدتها صحيفة "فلسطين".
"إلا مصروف المدام" تلك إحدى اللافتات التي حملها المشاركون، تهكمًا على تعليقٍ لرئيس مجلس مؤسسة الضمان الاجتماعي وزير العمل بحكومة الحمد الله، مأمون أبو شهلا، على قانون الضمان حينما قال: "نستقطع 7% من راتب العامل، ونستثمرها لمصلحته بدلًا من صرفها على احتياجات المدام والأولاد".
ورفع آخرون لافتات كتب عليها: "أبو شهلا المدام بتحكيلك تلعبش بعداد عمرك"، وفي سؤال تهكمي لأحد معارضي القانون وجهه لـ"أبو شهلا" كتب: "مسموح أطلع مع المدام على مطعم ولا مطلوب موافقتك؟!".
ورفعوا لافتات كتب عليها: "أرملة الشهيد لا ترثه لأن موته غير طبيعي"، معبرين بها عن غضبهم من بعض نصوص القانون، التي أوضحها الناشط مؤمن عوض الله بعد اتصال هاتفي بمؤسسة الضمان بشأن ذلك.
وقال عوض الله: "بناءً على مكالمة أجريتها شخصيًّا مع مؤسسة الضمان قسم الاستفسارات, لا يُصرف راتب وفاة من الضمان لأرملة الشهيد؛ لأن الشهيد وفاته لا تعد وفاة طبيعية, ولا يُصرف راتب للأسير، إذا خسر عمله بسبب السجن"، فكان رد موظفة الضمان: (للأسف!، هاي وفاة مش طبيعية).
وعلى لافتة تعبر عن مدى السخط على القانون رفعها أحد المتظاهرين كتب: "أعطيني الأمان .. بعدين احكي عن الضمان".
أزمة ثقة
ومن أبرز الهتافات الرافضة للقانون: "مش ساكتين ومش ساكتين.. وللضمان كلنا رافضين"، "والله وعلي الضمان.. ضمانك مالو ضمان"، و"عم بصيح وعم بنادي.. الخط الأحمر قوت أولادي"، و"ما في عنا ولا خط أحمر.. إحنا الشعب الخط الأحمر".
وردد متظاهرون شعارات تعبر عن أزمة الثقة الكبيرة بين المواطن والمسؤول، إذ هتفوا بشعارات ضد رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ووزير العمل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي مأمون أبو شهلا، منها: "الموت ولا الحمد الله.. الموت ولا أبو شهلا".
ورددوا أيضًا: "يا أبو شهلا يا أبو شهلا.. لا أهلًا ولا سهلا"، و"مش ساكتين ومش ساكتين.. وللضمان كلنا رافضين"، و"والله والله عن حقوقي ما بتخلى"، و"اهتف اهتف وعلي الصوت.. اللي بيهتف مش هيموت"، و"زيد يا هالشعب زيد.. بكفينا مواعيد"، و"ليش الخاوة يا وزير.. والراتب بيوم بطير"، و"الشعب يريد إسقاط الضمان"، و"ضمانك يا أبو العيون.. خلاني بوطني مديون".
وفي أحاديث مختلفة لمراقبين ومتحدثين باسم الحراك لصحيفة "فلسطين" وصفوا غضب الحراك، وشعاراته التي تتردد في الميدان بأنها تعبير واضح عن أزمة الثقة بين الشارع الفلسطيني، وإدارة مؤسسة الضمان والسلطة التنفيذية.
وما زالت حدة الاحتجاجات تتصاعد في محافظات الضفة الغربية، وسط رفض كبير من المؤسسات الأهلية والمجتمعية والحقوقية واتحادات العمال والنقابات والشركات والمؤسسات الخاصة لتنفيذ القانون، الذي بدأ العمل به بالإجبار مطلع تشرين الآخر (نوفمبر) الماضي.