قائمة الموقع

مسؤول: غزة تدخل المنطقة الخطرة لاستدامة الخزان الجوفي

2017-01-29T09:58:23+02:00
غزة أثناء المنخفض الجوي

حذر نائب رئيس سلطة المياه في قطاع غزة م.مازن البنا من أن قطاع غزة دخل في المنطقة الخطيرة لاستدامة الخزان الجوفي للقطاع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن محطات تحلية مياه البحر ومحطات تحلية المياه العادمة التي يجري إنشاؤها ستنتج 55 مليون متر مكعب سنويا تحتاج إلى 50 ميغا واط من الكهرباء حال انتهاء أعمال المرحلة الأولى التي لم تنته بعد.

وقال البنا في حوار مع صحيفة " فلسطين ": " كان من المفترض أن تكون محطات تحلية مياه البحر حسب الخطة الموضوعة لها جاهزة عام 2012م لتنتج 36 ألف متر مكعب من المياه يوميا"، مشيراً إلى أن المحطات الجاهزة حاليا تنتج 9 آلاف متر مكعب يوميا (3 ملايين متر مكعب سنويا) أي بنسبة 25% من الخطة الموضوعة لتحلية مياه البحر.

وأشار إلى قيام الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا بتزويد القطاع بخمسة ملايين متر مكعب من المياه الإضافية حسب اتفاقية أوسلو، وهذه الكمية إضافية عن نفس الكمية التي تزود بها (إسرائيل) القطاع منذ أوسلو، موضحا، أن السلطة الفلسطينية تشتري مياها من شركة "ميكروت" الإسرائيلية بقرابة 8 ملايين دولار.

وحسب البنا فإن مصادر مياه الشرب بغزة حاليا تنتج 7 ملايين متر مكعب من المياه سنويا وذلك من خلال محطات تحلية مياه البحر التي تنتج حاليا 9 آلاف متر مكعب من المياه يوميا ( 3 ملايين متر مكعب سنويا).

يضاف إلى تلك الكمية، محطات التحلية الخاصة التي توزع المياه على المواطنين وتنتج نفس الكمية السابقة ( 9 آلاف متر مكعب)، مقدرا ما تنتجه محطات تحلية المياه التابعة لمصلحة مياه بلديات الساحل بنحو 2500 متر مكعب يوميا (مليون متر مكعب سنويا ).

بيد أنه أشار إلى أن هناك 200 بئر تابعة للبلديات بالقطاع تنتج 90 مليون متر مكعب سنويا وتذهب هذه الكمية للاستخدامات المنزلية، من إجمالي عدد الآبار البالغة 10 آلاف بئر مياه بغزة منها 6 آلاف بئر للزراعة (50% غير مرخصة)، وقرابة 3 آلاف بئر منزلي.

وبين أن حاجة الفرد للمياه بغزة تصل إلى 150 لترا من المياه يوميا، أي بواقع 300 ألف متر مكعب من المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية لمليوني غزي يوميا، بواقع 110 ملايين متر مكعب سنويا.

ويوضح البنا أن دول العالم حددت معيار الفقر المائي في الدول التي يقل فيها نصيب الفرد عن ألف كوب من المياه سنويا، لذلك يعتبر قطاع غزة فقيرا مائيا، لأن نصيب الفرد فيه 35 كوبا للشخص الواحد فيه سنويا.

وأكد أن استنزاف الخزان الجوفي يؤدي إلى الإضرار بنوعية المياه بأن تصل الملوحة لمستويات لا يمكن استخدام المياه فيها، مشيرا إلى أن 50% من الآبار التابعة لبلدية غزة والبالغة عددها 80 بئرا تصل فيها نسبة الكلورايد أكثر من ألف ملغم.

الأمطار والخزان الجوفي

وتبلغ سماكة الخزان، وفق البنا، في محافظة رفح 100 متر، أما في بيت لاهيا فتبلغ 160 مترا، وتقل السماكة لجهة شرق القطاع، مبينا أن الخزان يعتمد في تغذيته على مياه الأمطار التي يبلغ معدل تساقطها السنوي 130 مليون متر مكعب، إلا أن ما يستفاد من هذه الكمية 30% فقط.

ولفت إلى أن الاحتلال حفر آبارا شرق القطاع لمنع عملية الانسياب الجانبي من المياه المتساقطة للخزان بهدف سرقتها وعدم تغذيته.

ويؤكد أن ما يتم تغذيته للخزان 60-70 مليون متر مكعب سنويا، في المقابل يتم استخراج 200 مليون متر مكعب سنويا، أي أن هناك عجزا كبيرا أدى إلى مشاكل بالملوحة، خاصة في ظل وجود مياه البحر بالطرف الغربي للخزان، وبسبب انخفاض مناسيب المياه يكون هناك تداخل واندفاع أدى لملوحة مياه الآبار.

وفيما يتعلق بمشكلة تلوث المياه، أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت 50 ملغم لمركب النترات بمياه الشرب، ولكن نسبته بالمياه الجوفية بغزة تصل إلى من 100-600، خاصة بمحافظة خان يونس.

وبسبب اعتماد المواطنين على تصريف المياه العادمة من خلال حفر امتصاصية، أدى ذلك لتسريب مياه الصرف الصحي للمياه الجوفية، مما أصبح لها تأثير سلبي على صحة الإنسان، بحسب البنا.

محطات معالجة وتحلية

وعن محطات معالجة مياه الصرف الصحي، بين أن هناك محطة معالجة مركزية بشمال القطاع وهي الآن جاهزة ولكن تحتاج إلى طاقة كهربائية لتشغيلها، تجري المقترحات لمدها بنحو 3 ميغا واط من شبكة الكهرباء الإسرائيلية.

وأشار البنا إلى أن هناك محطة معالجة محافظة الوسطى بتمويل ألماني لكنها غير جاهزة، وأنه جرى مؤخرا تسليم الأرض للمقاول لبدء العمل، ومحطة أخرى بخان يونس بتمويل من الصندوق العربي الكويتي واليابان, سلمت الأرض أيضا للمقاول، وهي بحاجة لعامين كي تكون جاهزة، لافتا إلى وجود محطة للمعالجة برفح.

وحول محطات تحلية مياه البحر، أوضح أنه كان من المفترض أن تقام محطة إقليمية لتحلية مياه البحر، بتكلفة 500 مليون دولار، لافتا إلى أنه جرى تجزئة المشكلة لحلول عاجلة من خلال محطات صغيرة وأخرى استراتيجية ستقام لاحقا.

وتابع البنا: " يوجد محطة تحلية مياه البحر ببيت لاهيا لإنتاج 10 آلاف متر مكعب من مياه الشرب يوميا بواقع 3 ملايين متر مكعب سنويا، كان من المفترض أن تكون جاهزة عام 2012م، ولكن حتى الآن لم تنته وتحتاج إلى عامين كي تكون جاهزة، منوها إلى أنه جرى وضع حجر الأساس لها خلال الأيام الماضية.

و أشار إلى مشروع محطة تحلية مياه البحر ببلدة القرارة شمال خان يونس مولها الاتحاد الأوروبي وجرى افتتاحها مؤخرا وتنتج 6 آلاف متر مكعب سنويا، لتزويد المناطق الغربية من محافظتي خان يونس ورفح بالمياه.

أما استراتيجيا فستنتج محطة " القرارة " حسب المخطط 150 ألف متر مكعب يوميا، لكن ذلك يحتاج إلى تمويل يصل لنصف مليار دولار خاصة وأن الخطة الاستراتيجية لها تشمل وجود محطة توليد كهرباء صغيرة داخلها تولد طاقة تصل إلى 30 ميغا واط تعمل بالغاز الطبيعي، لافتا إلى محطة لتحلية مياه البحر ببلدة الزوايدة وسط القطاع جرى توسعتها مؤخرا لتنتج 2600 متر مكعب من المياه يوميا.

وعن محطات معالجة المياه العادمة الواقعة قرب قرية أم النصر شمال القطاع، أوضح أنها أنشئت في منطقة مياه جوفية عذبة من قبل الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، من أجل استيعاب مياه الصرف الصحي الموجودة بالشمال.

وأشار البنا إلى أنه قبل سنوات كانت تضخ المياه العادمة من تلك الأحواض إلى محطة معالجة بمدينة جباليا، مبينا إيقاف الضخ لهذه المحطة لأنها لا تنتج مياها معالجة بالشكل المطلوب، وأدت إلى انسداد ووجود منطقة عازلة بالأحواض الجديدة التي انشئت لاستيعاب المياه العادمة القادمة من أحواض قرية أم النصر، فضلا عن تأثيرها على الإنسان والبيئة.

ولفت إلى أن أحد الحلول المطروحة كان تصريف المياه العادمة من تلك الأحواض بواسطة خط ناقل للبحر كما هو الحال بمدينة غزة ولكن الاحتلال هدد بقصف الخط عام 2005م.

اخبار ذات صلة