كبد المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة خلال اليومين الفائتين صيادي قطاع غزة خسائر مالية، قُدرت بصورة أولية نحو 200 ألف دولار، فيما كان تأثر الغطاء النباتي والحيواني طفيفا.
وقال زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي لـ"صحيفة فلسطين" إن الخسائر الأولية التي تعرض لها صيادو قطاع غزة في مختلف المحافظات تقدر بــ 200 ألف دولار نتيجة الرياح الشديدة والأمطار التي رفعت منسوب المياه داخل الموانئ وأغرقت عدداً من القوارب.
وحسب الإحصائية المتوفرة لدى بكر فإن خسائر ميناء غزة كانت الأكبر ,80 ألف دولار، اذ فقد الصيادون150 قطعة شبك، تضرر جزئي لــ20 حسكة في مدينة غزة، تضرر 70 كشافا من المراكب في حوض الميناء، تضرر5 محركات وتضرر مولد كهربائي.
وأضاف أن الخسائر في شمال قطاع غزة ، كانت عبارة عن فقدان 70 قطعة شبك وقاربين، فيما لم يتم حصر خسائر المحافظة الوسطى حتى كتابة التقرير.
أما عن خسائر مدينة خانيونس جنوب القطاع، فقد تسبب المنخفض بتدمير أحد المراكب , وفي مدينة رفح جنوباً فقد تم فقدان 120 قطعة شبك وتضرر قارب على الأقل.
وطالب بكر وزارة النقل والمواصلات بتوفير رافعة بشكل دائم في موانئ الصيد لمساعدة الصيادين على نقل مراكبهم الموجودة داخل المياه تجنباً للغرق والضرر.
كما ناشد وزارة النقل والمواصلات بالتعاون مع الأشغال العامة لسحب الرمال داخل حوض ميناء غزة، ليكون مؤهلاً للحفاظ على أملاك الصيادين داخل الميناء.
وقال:" إن عمق بوابة الميناء كان مع بداية الإنشاء 7 أمتار، أما الآن فأصبح أقل من متر واحد، وهذا يدفع أمواج البحر إلى التكسر على باب الميناء مما يسبب خسائر للصيادين كل عام".
وتأثرت المناطق الفلسطينية يوم الخميس، بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، حيث طرأ انخفاض على درجات الحرارة وسقوط أمطار بصورة متواصلة .
وزارة الزراعة من جانبها سجلت خسائر طفيفة جداً في المناطق الزراعية ومزارع اللحوم البيضاء والحمراء جراء المنخفض، واعتبرت أن سقوط الامطار خلال اليومين الفائتين أفاد النباتات المطرية.
وقال نزار الوحيدي مدير وحدة الإرشاد والري والتربة في وزارة الزراعة لـ"صحيفة فلسطين":" لم نسجل سوى سقوط عدد قليل جدا من الأشجار، وربما كان هناك تمزق في بلاستيك بعض الدفيئات".
وأضاف:" إن سقوط الامطار في هذا التوقيت بالذات أنقذ المحاصيل المطرية التي تعتمد على الأمطار في الري مثل اللوزيات في غالبها والعنب المزروع تقليديا وكذلك المحاصيل الحقلية ودعم تكون الأزهار".
وذكر أن موسم الأمطار رغم تأخره تجاوز ما يقدر بحوالي 50% من المعدل السنوي العام وهذا يبشر بأن يتم بلوغ المعدل العام قبل نهاية الموسم.
وناشد الوحيدي مزارعي الخضار والبستنة لضرورة تثبيت أحزمة فوق أسطح الدفيئات حتى تقلل من تطاير البلاستك وتمزيقه، كما حثهم على تحاشي انخفاض درجات الحرارة خاصة في مزارع الدواجن والتدفئة المستمرة خشية موت الصيصان.
ودعا مزارعي الدفيئات إلى ضرورة تنشيط التلقيح في النباتات- التي تزهر الآن وأشهرها البندورة - بالضرب على الأسلاك ونفخ الهواء واستخدام دبور البومبوس.
كما حذر المزارعين من اشتداد سرعة الرياح وطالب بضرورة إحكام إغلاق الدفيئات وربط الأشجار وفي حال تكون الصقيع أن يتم الري بماء البئر، وإشعال الحطب بين الأشجار وتعليق أكياس المياه في الدفيئات أيضاً، مشيراً إلى أن التدفئة بحرق الإطارات ملوث خطير للبيئة، ومتلف للنباتات.
بدوره ذكر م. طاهر أبو حمد مدير دائرة الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة أن اتباع مربي الثروة الحيوانية للإرشادات التي أطلقتها الوزارة مسبقاً المتعلقة بآلية التعامل مع المنخفض جنبهم الوقوع في الخسائر، علاوة على أن المربين أنفسهم أصبح لديهم الخبرة في التعامل مع هذه الأوقات الطارئة.
ونوه إلى أن أسعار اللحوم البيضاء والحمراء ستبقى محافظة على استقرارها في الأسواق المحلية حال لم يطرأ أي مستجدات خلال الأيام القادمة.
يجدر الإشارة إلى مطالب متكررة يطلقها المزارعون والمربون في قطاع غزة ، بتخصيص صندوق تعويض يقدم لهم الإعانات والمساعدات المالية عن أضرار تلحق بهم في أوقات الأزمات مثل المنخفضات الجوية، موجات الحر، الحرائق، الحروب.
