فلسطين أون لاين

​هددوا مجددًا باللجوء إلى مدارس "أونروا"

أصحاب المنازل المدمرة: بعد اليوم أفعالنا ستتحدث

...
مواطنون مدمرة بيوتهم يعتصمون في مدارس أونروا(ياسر فتحي)
جباليا / غزة - خضر عبد العال

ستة أشهر مضت على وقف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" صرف مستحقات بدل إيجار لـ1612 عائلة دمرت منازلها إبّان الحرب العدوانية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، والذين هددوا مؤخراً باللجوء إلى مدارس "الأونروا" حال لم تجد المؤسسة الأممية حلًا لأزمتهم.

وفي وقفة احتجاجية جمعت عدداً كبيراً من أصحاب المنازل المدمرة في مدرسة "حلب" المشتركة في مخيم جباليا للاجئين، أمهل حراك المدمرة منازلهم إدارة "أونروا" عشرة أيام لإيجاد حل لأزمتهم.

وأوضح الناطق باسم الحراك حمزة المصري أن أصحاب المنازل لم يتلقوا مستحقات بدل إيجار منذ يوليو/ تموز الماضي، والتي كانت تصرفها "أونروا" ضمن برنامج الطوارئ.

وتساءل المصري في حديث لصحيفة "فلسطين"، بما أن الوكالة أعلنت اجتيازها الأزمة المالية التي لحقت بها، فلماذا أصحاب المنازل المدمرة ما زالوا ضمن الأزمة؟!.

وأشار إلى أن الوكالة التزمت بدفع بدل الإيجار منذ انتهاء العدوان الذي استمر 51 يومًا، بعدما أخرجت من مدارسها 1612 عائلة اتخذت من المدارس ملجأ لها.

واستطاعت "أونروا" على عدة مراحل تقليص الفجوة المالية لعام 2018 من 446 إلى 21 مليون دولار، كان آخرها حصولها على تعهدات مالية بقيمة 165 مليون، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك.

الأفعال ستتكلم

وبيّن المصري أن هذه الوقفة أولى الخطوات العملية بعد عدة تهديدات أطلقها الحراك عبر شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، مهدداً بالقول: "سنعود لمدارس الوكالة، نفترش الأرض ونلتحف السماء ولن نرضى بالبيات في الشوارع، ولنا الحق في مستحقات بدل الإيجار أو العودة لمنازلنا آمنين".

وأضاف: "جئنا اليوم ومطالبنا واضحة، ورسالتنا لإدارة الوكالة المجتمعة في المقر الرئيسي بمدينة غزة، أننا جاهزون للعودة للمدارس بنسائنا وأطفالنا كما السابق، إن لم يتم النظر حقيقة في إعادة بدل الايجار كونكم تخطيتم الأزمة المالية".

وشدد على أن خطوات الحراك القادمة ستكون قوية جدا "والأيام القادمة أفعالنا ستتحدث وليست كلماتنا وخطاباتنا".

وكانت "أونروا" قد عزت وقف بدل الإيجار إلى الأزمة المالية التي تواجهها نتيجة تقليص الدعم الأمريكي ومن ثم وقف التمويل نهائيًا (360 مليون دولار) ضمن سلسلة قرارات أوعز بها رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترمب.

وحمل أبو عماد الغرباوي (42 عاماً) إدارة الأونروا مسؤولية ما يجري، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع دفع إيجار شقته التي يسكنها بديلًا عن التي دمرت في أبراج الندى أقصى شمال قطاع غزة.

وقال الغرباوي لصحيفة "فلسطين": "سكنا في مدارس أونروا منذ تدمير بيوتنا 2014، ثم تركنا المدارس على مسؤولية الأونروا التي تكفلت بدفع مبالغ مالية بدل إيجار تراوحت بين 200-250 دولارًا، واليوم تخلت عن مسؤوليتها".

وأوضح أن الغالبية العظمى من العائلات سيكون مصيرها المبيت في الشارع خلال الشهر الجاري في حال لم تتدارك أونروا الأزمة، مؤكداً أن رسالة الأهالي لكل الأطراف المعنية: "من يتحمل مسؤولية هذه العائلات في حال طردت في الشوارع؟".

ولفت إلى أن مطالبهم تتمثل بضرورة تحمّل أونروا المسؤولية كاملة حتى تعود العائلات إلى بيوتها المؤقتة بدفع بدل إيجار، أو استلام بيوتها المدمرة بعد إعادة بنائها، مضيفاً: "هذا حق لنا وليس منّة أو منحة من أحد".

فيما لجأت المواطنة أم سائد أبو ستة (60 عاماً) وعائلتها، وهي من أصحاب البيوت المدمرة من عزبة بيت حانون شمالي قطاع غزة، إلى بيت شقيقها مضطرة ً بعدما طالبهم صاحب الشقة بتركها.

وقالت الستينية أبو ستة لصحيفة "فلسطين": "جئت اليوم لأطالب بحقي وحق عائلتي فإما أن تبني وترمم أونروا بيوتنا المدمرة أو تعيد دفع الإيجارات".

وذهبت إلى القول: "كلنا بأمس الحاجة لحل مشكلتنا، منا من لجأ لأخيه أو أخته أو والده أو أقاربه، ولكن إلى متى سنظل على هذا الحال؟، يجب حل قضيتنا بأسرع وقت ممكن".

وكان الناطق باسم "أونروا" في غزة سامي مشعشع قد أكد في حديث سابق لصحيفة فلسطين أنه في حال تحسن الوضع المالي للوكالة سيتم إعادة النظر في كل الملفات والقضايا التي طالتها الأزمة المالية، دون أن يشير بوضوح إلى أي حلول أخرى، مبينًا أن إجراءات التقليص التي ذهبت إليها وكالة الغوث بسبب توقف الدعم الأمريكي أفضت إلى توفير 92 مليون دولار أمريكي.