فلسطين أون لاين

​التوزان والحكمة سبيلاً حل المشاكل بين الطالب والمدرس

...
غزة/ صفاء عاشور:

كثيرًا ما تكون المشاكل التي تحدث بين الطلبة وأساتذتهم في المدرسة ذات تأثير سلبي وسيئ على الطالب، فها هو صهيب عادل الطالب في المرحلة الإعدادية عاد إلى منزله غاضبًا بسبب ضرب الأستاذ له أمام زملائه في الفصل. غضب انتقل مباشرة إلى أبيه الذي لم يتقبل ما حصل لابنه، وتوجه مباشرة إلى المدرسة ليعرف أسباب المشكلة، إلا أن أسلوب الأب لم يكن أفضل من المدرس، حيث احتد النقاش بينهما كثيرًا، وأصبح المدرس يتوعد لصهيب بمزيد من المشاكل.

سوء فعل من المدرس قابلته ردة فعل سلبية من الأب كانت نتيجتها مزيدًا من المشاكل للطالب الذي كان كل همه ألا يتعرض لمثل هذا الموقف ثانية.

المرشد التربوي إسماعيل أبو ركاب قال: إن "هناك اعتبارات ثقافية واجتماعية تحكم مثل هذه الظروف والمواقف التي تحصل في المدارس"، لافتًا إلى أنه في الماضي كان الآباء يقولون للأساتذة "كسر واحنا بنجبر" وهي ثقافة كانت سائدة سابقًا.

وأضاف في حديث لـ"فلسطين" :"ولكن الآن اختلف الجانب الثقافي وأصبحت الحساسية وقلة الثقة بين المدرسة والأسرة موجودة، كما أن فقدان الثقة بين الطرفين جعل هناك بعض الحساسية بينهم، ما جعل بعض الآباء يرون أن أبناءهم على صواب والمدرسة على خطأ".

وأكد أبو ركاب أن المدرسة لها دور كبير في إيجاد بعض الحلول التي ليست جذرية ولكن من شأنها التخفيف منها، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاكل لا يمكن تعميمها وأيضًا لا يمكن إخفاؤها والادعاء أنها غير موجودة ولكنها تقتصر على مناطق معينة في القطاع.

ولفت إلى أنه يقع على المدرسة دور في التخفيف من مثل هذه المشكلات، وذلك بتخفيف حدة بعض المدرسين، التي تسببها الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمرون بها، والتي قد يحاولون تفريغها على طلابهم وقد يكونون عنيفين في بعض الأحيان.

وأردف أبو ركاب: "كما يجب أن يكون في المدرسة جانب توعوي للطالب بحيث تكون الجهة الأولى لشكوىالطالب هي لإدارة المدرسة وليس لأسرته، وإن أخذ حق الطالب وحلت المشكلة في المدرسة كان بها وإن لم يكن فبإمكان الطالب التوجه لأسرته".

وأفاد بأن مدير المدرسة باستطاعته التعامل مع المدرسين والضغط عليهم أكثر من الأهالي، كما أنه يكون أكثر تفهمًا لطبيعة كل مدرسة وكيفية التعامل معهم، مستدركًا: "ولكن الأهل تكون ردة فعلهم عنيفة وهجومية لا يتقبلها المدرسون".

وشدد أبو ركاب على أن الحل يأتي من المدرسة في البداية بتوعية الطلاب بالتسلسل في حل المشكلة من إدارة المدرسة ومن ثم بعد ذلك تأتي الأسرة إذا لم تحلها المدرسة، لافتًا إلى أن هذا التسلسل يكون كفيلًا بالتقليل من هذه النوعية من المشاكل.

وأكد أنه في حال تهاون المدرسة أو الأهل في حل المشكلة فإن الطالب سيكون معرضًا للإصابة بالضغط النفسي، حيث إن تعرضه للمشكلة أمام زملائه في الفصل يزيد من ردة فعله التي ستكون عنيفة في المرحلة الأولى، ومن ثم سيكون لها الكثير من التبعات السلبية كفقدان التركيز والحزن الذي قد يصل للاكتئاب، وغيرها من الأعراض النفسية التي ستبقى عالقة في ذهنه وروحه.