قد يعاني كثير ممن يحبون زراعة بعض النباتات والأعشاب في المنزل عدم بقائها مدة طويلة وموتها بسرعة، غير مدركين الأسباب الحقيقية وراء موتها، ما يجعلهم يعزفون بعد موتها أكثر من مرة عن الرجوع إلى الزراعة مرة ثانية.
المهندس الزراعي من العراق محمد الرماحي بين أن هناك أسبابًا عدة وراء موت النباتات المنزلية، أولها جفاف التربة الذي يكون بسبب قلة الرطوبة وتعطيش النبات لعدم ريه مدة طويلة، خصوصًا خلال موسم النمو، ما يؤدى إلى جفاف وذبول الأوراق ثم موته.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "السبب الثاني لموت النباتات المنزلية هو زيادة مياه الري؛ فزيادة مياه الري -خصوصًا في فصل الشتاء- تؤدي إلى موته ثم تساقط أوراقه، ومن الخطأ الخلط بين أعراض نقص مياه الري وأعراض زيادتها".
وأضاف الرماحي: "في كلتا الحالتين يحدث تساقط للأوراق الجافة للنبات، لكن في حالة زيادة مياه الري يحدث اصفرار للأوراق، فيتحول لونها من الأخضر الداكن إلى الأخضر المصفر"، أما في حالة تعطيش النبات –وفق قوله- فتظهر على الأوراق بقع بنية، لكن زيادة مياه الري تؤدي إلى ظهور نموات خضراء فوق سطح التربة ناتجة عن نمو بعض الطحالب.
وأشار إلى أن برودة الليل (الصقيع) تُحدث في بعض المناطق انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة ليلًا، ما يؤدي إلى موت النبات، لذلك يجب إبعاد النبات عن النوافذ، وأي مصدر آخر للصقيع.
ولفت الرماحي إلى أن الشمس القوية يمكن أن تكون سببًا من أسباب موت النباتات المنزلية، لذلك يجب تجنب تعريض النباتات ذات الأوراق الصغيرة والرقيقة للفحة الضوء الساخن الشديد، حتى لا تحترق الأوراق، ويؤدي هذا إلى ذبول النبات، مثل: الجارونيا والونكا.
وأكمل: "ارتفاع درجة حرارة الجو يؤدي أيضًا إلى انخفاض نسبة الرطوبة الجوية، وهذا يضر ببعض النباتات ثم موتها، وكذلك الجفاف الشديد الذي هو عبارة عن تيارات هواء تأتي على النبات، ما يؤدي إلى جفاف الأوراق والتربة ثم موته".
وبين الرماحي أن الغازات من أتربة وأدخنة وغبار ودخان ملوثات تتسبب في موت النباتات المنزلية، إذ تسد مسام أوراق النبات؛ فلا يستطيع التنفس أو القيام بعملية النتح فيختنق ثم يموت.
وذكر أن وضع النباتات في أماكن مظلمة يمكن أن يؤدي إلى موتها؛ لعدم حدوث عملية التمثيل الغذائي القائم عليها النبات، وهي العملية المستمدة من ضوء الشمس، لتكوين مادة الكلوروفيل الخضراء الأساس في عملية البناء الضوئي.
