فلسطين أون لاين

ا​لكستنا والذرة المشويةتكمل أجواء السائحين العرب بتركيا

...
اسطنبول - الأناضول

ما أن تتجول في الميادين والمناطق التاريخية بإسطنبول شتاءً، حتى ترى الأدخنة الممزوجة برائحة شواء الكستناء والذرة تتصاعد من العربات الجوالة، لتوزع دفئاً ورائحةً مميزة، على السائحين العرب.

وتنتشر الكستناء المشوية والذرة على مدار العام في العربات الجوالة والمتنقلة بإسطنبول، وتتركز في المناطق السياحية بقلب المدينة التاريخية (الفاتح)، كسوق بيازيد وأمينونو والسليمانية وأكسراي وغيرها من الأماكن والمعالم السياحية.

يجلس آلاف السائحين العرب على المقاعد الخشبية المترامية الأطراف في ميدان السلطان أحمد، بعد شرائهم من الباعة الجائلين حبات الكستناء (تعرف بـ "أبو فروة" في بعض الدول العربية)، بالإضافة إلى حبات الذرة والتي تكون إما مشويةً أو مسلوقةً.

ويزداد الإقبال على الكستناء من جانب السياح العرب بشكل كبير في فصل الشتاء، نظراً لبرودة جو إسطنبول، ولما للكستناء والذرة من فوائد في منح الدفء، بالإضافة إلى أنها من الأطعمة المعروفة والمنتشرة بشكل كبير في البلاد العربية.

وتتميز الكستناء بالطاقة، التي تقدمها لآكلها، فتدفئه في برودة الشتاء، فضلًا عن طعمها المميز، وطريقة تقديمها سهلة المنال، كما أنها رخيصة الثمن.

وجرت العادة على انتشار عربات الباعة في أشهر ميادين إسطنبول، وتتنوع المنتجات التي تقدمها، ويسهل أكلها من السائحين والزائرين، وتُقدم أطعمة تتميز وتشتهر بها.

السائح المصري مصطفى عبد الحكيم، يقول إنه يزور تركيا في عطلة مدتها أسبوعين، واختار توقيت الشتاء لأنه يخلو من الزحام، والجو أجمل، والحرارة متوسطة، والأجواء تسودها السكينة.

وأضاف: بطبيعة الحال، أي شيء بالشتاء حار، له لذة جميلة جداً، وأنا أتجول في ساحة السلطان أحمد، رائحة "أبو فروة" هي التي شدتني لأتذوقه، وتناولت الكستناء، لكن أعجبني أبو فروة أكثر.

ويشير إلى أن الطعام التركي مشهور وعالمي، وأجمله الموجود في العربات المتنقلة كما هو الحال هنا.

بدوره، يقول السائح المغربي أحمد حمّاد،: كنت أحلم بزيارة تركيا لأرى المعالم السياحية مثل مسجد السلطان أحمد وغيره، وقد تحقق حلمي، أعجبتني تركيا كثيرًا وهي بلد نفتخر بها لأن بها كل ما تشتهي النفس من مأكولات ومشروبات ومعالم سياحية وأناس طيبين.

وتابع حماد، المقيم في فرنسا: أعجبتني الذرة المشوية وأكلتها لأني أحبها للغاية وأحب طعمها الرائع وهي موجودة في ثقافتنا المغربية بنفس الطريقة، والكستناء أيضًا أحبها، وأحببت أنها موجودة هنا في تركيا وتناولتها.

بدورها، تقول السائحة التونسية شيماء بوضياف، إنها زارت إسطنبول في سبتمبر/أيلول، لكن في الشتاء هناك فارق كبير، لا يوجد زحام ، وتستطيع التأمل، والاستمتاع بالمعالم السياحية.

وعبرت عن دهشتها إزاء الاعتقاد السائد لدى البعض من أن زيارة إسطنبول شتاءً لن تتيح لهم فرصة الاستمتاع، فهذا غير صحيح، لأن هناك جمالية خاصة للمكان، وقلة أعداد السائحين مقارنة بالصيف تساعدك على التمتع ورؤية المزيد من الأماكن.

وتشير إلى أن المأكولات الشتوية بإسطنبول متوفرة بكثرة كالذرة والقسطل ومشروب السحلب وغيرها، وهي مأكولات تساعد على مقاومة البرد.

العطلة الشتوية

ومع دخول شتاء عام 2018، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد إلى تركيا لقضاء العطلة الشتوية في عموم الولايات التركية.

وتركيا هي الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.

وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.

وتسمح القوانين التركية بالإقامة من 30 إلى 90 يوماً، دون الحاجة إلى تأشيرة سياحية لعشرات الدول، وهو ما يلعب دوراً كبيراً في استقطاب السائحين.

وتشير بيانات رسمية ، إلى أن إيرادات السياحة في تركيا بلغت في النصف الأول من العام الجاري نحو 11.5 مليار دولار.

ويتوزع هذا المبلغ على 9.5 مليارات دولار نفقات للسائحين الأجانب البالغ عددهم 16 مليوناً في الفترة نفسها، وملياريْ دولار تمثل عائدات السياحة الداخلية.

وتشمل نفقات السائحين الأجانب 2.5 مليار دولار في المطاعم التركية، وملياراً و735 مليون دولار في النقل الدولي، وملياراً و413 مليوناً في المبيت.

واحتلت تركيا عام 2017 المركز السادس عالمياً من حيث استقطاب السائحين، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليوناً.

وفي العام نفسه، بلغت عائدات السياحة التركية نحو 26 مليار دولار.