متشحون بالكوفية، وعلى أنغام السلام الوطني الفلسطيني، ترجم أطفال وزهرات صمٌّ تلك الأنغام بلغة الإشارة على منصة مركز رشاد الشوا الثقافي، إحياءً لليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة.
ورسم الأطفال بإبداعهم ولغتهم الخاصة الابتسامة على وجوه الحضور في الحفل الثقافي الذي نظمته وزارتا التنمية الاجتماعية والثقافة، بالتعاون مع بلدية غزة، بمشاركة أكثر من 83 مؤسسة وجمعية مهتمة برعاية ذوي الإعاقة ودعمهم.
وتخلل الحفل فقرات فنية وتراثية، وافتتاح معرض ثقافي، تمتد أعماله ليومين، وسط حضور رسمي وشعبي، والمئات من ذوي الإعاقة.
وكيل وزارة التنمية الاجتماعية يوسف إبراهيم أكد خلال كلمته في الحفل أن ذوي الإعاقة في قطاع غزة يمتلكون إرادة كبيرة، واجهوا بها تحديات كبيرة فرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعليهم خاصة.
وقال إبراهيم: "جميعنا اليوم على مسافة واحدة وبمستوى واحد أمام هذه الفئة التي نحتفي معا في اليوم العالمي الخاص بهم، التي ندعو العالم للاهتمام بهم ودعم جهودهم ومبادراتهم القوية في المجتمع الفلسطيني"، لافتا إلى أن أعدادهم تزداد سنويًّا، بل يوميًّا، بفعل انتهاكات الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال يتعمد استهداف المواطنين السلميين المشاركين بمسيرة العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل؛ بهدف زيادة أعداد الجرحى وإعاقة الشباب في المجتمع الفلسطيني.
ولفت إلى أن هذه الفئة لها متطلبات واحتياجات من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، للدعم والمساندة والدمج والتأهيل، ولإعطائهم الحق في الوظائف والعمل كما غيرهم، مؤكدًا وجود نماذج عظيمة من ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني تمثل المجتمع في صموده وطنيا ومواجهة الإعاقة.
بدوره قال الوكيل المساعد بوزارة الثقافة في غزة، أنور البرعاوي، إن ذوي الإعاقة رفعوا علم فلسطين في ساحات محلية وعربية، ويمتلكون إرادة كبيرة تتحدى كل المعيقات.
وأضاف البرعاوي خلال كلمته في الحفل: "الإعاقة لا تكمن في الجسد، بل في الإرادة وتجاوز المعيقات"، داعيا لإعادة النظر في التعامل مع هذه الفئة، وإعداد نظام متكامل من أجلها.
أما مصطفى عابد، متحدثاً باسم ثوي الإعاقة، فقد طالب بمنحهم حقوقهم في كافة المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، مشيراً إلى أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني تبلغ 6.8% من إجمالي السكان وتزداد هذه النسبة بشكل ملحوظ بسبب جرائم الاحتلال وسياساته الاجرامية.
دعم ومساندة
وفي إطار الاحتفال بيومهم العالمي، عقدت شبكة الأجسام الممثلة للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة، مؤتمرًا صحفيًّا بمؤسسة بيت الصحافة في غزة، تحت شعار تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم لضمان مساواتهم.
وأكد رئيس الشبكة ظريف الغرة مواصلتهم في مناصرة حقوق ذوي الإعاقة ودعمهم وإزالة كل الحواجز التي تحول دون ممارسة حقوقهم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية.
ودعا الغرة صانعي السياسات الوطنية والمحلية ومنظمات المجتمع الدولي والجامعات الأكاديمية لتحقيق تنمية شاملة منصفة ومستدامة ضامنة لمجتمع شامل ومتاح للجميع، مطالبًا المؤسسات الرسمية وغير الرسمية برفع دعاوى قضائية على قادة الاحتلال بسبب جرائمهم المتزايدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ووجه نداءً عاجلًا لجميع الأطراف المعنية برفع الحصار عن قطاع غزة وتسهيل حركة المعابر للأفراد والبضائع؛ لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحركة والسفر وتلقي العلاج وإيجاد فرص عمل مناسبة.
كما وجه رسالة إلى حكومة الحمد الله، بضرورة العمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بصرف مخصصات مالية لكل الجرحى ذوي الإعاقة، داعيا المؤسسات التمويلية المحلية والدولية للاهتمام بالبرامج التنموية للأشخاص ذوي الإعاقة بما فيها التدريب المهني والمنح الجامعية والمشاريع الصغيرة الموائمة.
جرحى المسيرة
أما مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية، فنظم حفلا ترفيهيا تكريميا للمرضى من ذوي الإعاقة وجرحى مسيرة العودة بعنوان "تحدٍّ وعطاء"، مؤكدًا أن هذه الفئة تعيش معاناة كبيرة في ظل الشُح بكل مقومات الحياة الأساسية.
وقال المدير التنفيذي لمستشفى الوفاء بسمان العشي في كلمة له: "هذا الحفل أقل الواجب تجاه أصحاب التحديات الصعبة ومن بذلوا الجهود والتضحيات من أجل بناء المجتمع، في ظل ما تعيشه من عدم توفر للدواء أو الأجهزة الصحية أو الأطراف المساعدة الكافية التي يمكن أن تخفف من آلامهم وتساعدهم في الاستمرار بالحياة والعيش بكرامة".
وطالب العشي بتفعيل الحقوق التي نص عليها القانون الفلسطيني عام 1999 للأشخاص ذوي الإعاقة، التي توفر كل السبل المتاحة من خدمات صحية وتأهيلية واجتماعية وتعليمية، وصولا إلى تشغيلهم في مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية، التي تضمن لهم حياة كريمة.