قائمة الموقع

​"غزة فلافل" قصة نجاح فلسطينية تستهوي مذاق الأتراك

2018-12-04T08:12:34+02:00

بين مطعم "لأشهى المأكولات السوريّة"، ومكتبة تركيّة لبيع القرطاسيّة المدرسيّة، ينشط مطعم "غزة فلافل" كخلية نحلٍ لا تتوقف عن تلبية طلبات مئات الزبائن الأتراك، الذي يقصدون المكان على مدار الساعة لتناول الوجبة الشعبية الأشهر في فلسطين.

قرب موقف "يوسف باشا" بمنطقة "أكسراي" الحيوية بمدينة إسطنبول برزت فكرة نجاح رسَم معالمها مواطن فلسطيني يحمل الجنسية التركيّة، ثم تطورت لاحقًا لتشكّل سلسلة من الإنجازات تسلك طريقها لتتجاوز حدود الجغرافية التركية، والحلقة المشتركة تبقى دائمًا "غزة".

صاحب سلسلة مطعم "غزة فلافل"، طلعت خطيب أوغلو، الذي ترعرع حتى بدايات شبابه في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يفتخر بافتتاح الفرع الثالث للمطعم قبل شهرٍ تقريبًا بعد ما وصفه بـ"الضغط الكبير" من المواطنين الأتراك على تناول وجبات النسختين الأولى والثانية.

ويقدم المطعم الأكلات الشعبية الفلسطينية كـ(الفلافل، والحمص، والفول، والفتة)، ويجد فيها الأتراك شيئًا جديدًا غير مألوف لهم من قبل، كما يبين أوغلو.

وخلال حديثه إلى موفد صحيفة فلسطين إلى إسطنبول يسرد بدايات نشأة المطعم أواخر 2015م، مشيرًا إلى أن التخطيط للنجاح كان شغله الشاغل، إلى أن قاده تفكيره إلى اختيار "غزة فلافل" اسمًا لمشروعه.

ويذكر أوغلو (51 عامًا) أن هدفًا أول وضعه نصب عينيه عند اختيار اسم "غزة فلافل"، وهو الوصول إلى المواطنين الأتراك وبيوتهم قبل العرب، وكان له ما أراد.

ويقول: "وجدنا إقبالًا ملحوظًا من الأتراك والعرب على المطعم الذي قدم في بداياته الفلافل مع مقبلاته فقط، ولاقي استحسان الزبائن لما تمتع به من نظافة وجودة واحترافية".

وينبه إلى أن سر نجاح أي مطعم يقدم الوجبات للمواطنين الأتراك هو الحفاظ على النظافة والجودة؛ "فلأجل أن تنجح في تركيا عليك أن تدخلها من الباب السليم"، بحسب تعبيره.

ويرجع الفضل في توسعة المطعم، وافتتاح فرعين جديدين في "إسينيورت" و"شيرين إيفلر" بإسطنبول، إلى فريق العمل الذي أسّسه، وكان فيه استشاريون وشركتا تقييم، إحداها استشيرت في مهمة بناء المطار الثالث بتركيا.

ويشدد على أنه لا أفضلية لجنسية على أخرى عند قبول طلبات التشغيل؛ فالنجاح وإتقان العمل معياران للالتحاق بأفرع المطعم التي تشغل حاليًّا قرابة 125 شخصًا.

ونظرًا لحجم الضغط المتزايد على أفرع المطعم لجأ أوغلو إلى تأسيس مصنع مركزي يستخدم ما وصفها بـ"برامج عملاقة"، من أجل توريد "خلطة الفلافل" إلى الأفرع كافة، ليكون المذاق موحدًا بينها.

ويفصح أوغلو أن عروضًا تأتيه اليوم لأجل افتتاح أفرع خارج تركيا، تحديدًا من السعودية والعراق وكندا، وأموالها متاحة حاليًّا في البنوك التركية، ويقول: "إن الفكرة لا تزال قيد الدراسة."

ويضيف: "أهم نقطة أبحث عنها أن يعرف المواطن العربي من المحيط إلى الخليج أن الفلافل بغزة يتميز من غيره بالمذاق والنظافة والجودة، وأشياء كثيرة لا تحصى".

ولما كان أوغلو فلسطينيًّا يحمل هم قضيته ووطنه يؤكد أن "غزة مدينة الصمود، وهي في القلب دائمًا"، مقدمًا نصيحة لأهلها: "رغم كل الأحداث التي تمرون بها يمكن أن تنجحوا، ولا شيء يقف عائقًا أمام طموحاتكم".

ويشدد أوغلو على أن معيار نجاح أي مدير في مشروعه أن "يعمل بما يرضي الله (عز وجل)، أولًا".

وثانيًا -كما يقول- أن يتحقق قبل أن يضع رأسه على وسادته للنوم "ألا يكون قد أكل حق بني آدم"، مستدلًّا بالحديث النبوي الشريف: "أعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".

وثالث معايير النجاح -كما يضيف- رضا الوالدين، "وهذه نقطة مهمة لتيسير أبواب الرزق والخير".

وأوغلو الذي حصل على الجنسية التركية عام 2007م متزوج من سيّدة تركية، وله منها عبد الله ومروة، وتنقل في محطات عمل عديدة في أكثر من دولة، أشهرها حينما التحق بواحدة من كبريات الشركات التركية في ليبيا، وتدرج فيها إلى سلم المدير التنفيذي، على ما أفاد.

ويعود أوغلو بشريط الذكريات إلى الوراء حينما اجتمع كبار عائلته برفح لبت قرار سفره إلى تركيا من أجل الدراسة الجامعية، وعقب إكمال تعليمه عاد إلى مدينته رفح برفقته زوجته، واستقرا مدة في مدينة غزة، ثم انتقلا إلى تركيا.

اخبار ذات صلة