قائمة الموقع

8 أشهر على انطلاق مسيرة العودة.. ما الذي تحقق؟

2018-12-01T07:11:08+02:00
صورة أرشيفية

تختتم مسيرة العودة وكسر الحصار شهرها الثامن على التوالي، وسط ديمومة واستمرارية جماهيرية للمشاركة في فعالياتها إلى جوار السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة سنة 1948 شرقي قطاع غزة، مُحققةً حالة نضالية وطنية فريدة لم تتوقف حتى اللحظة، وهو ما يطرح تساؤلات مهمة حول قدرة المسيرة من تحقيق كامل الأهداف التي انطلقت من أجلها.

وبالتزامن مع ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، انطلاق باكورة فعاليات مسيرة العودة، بمشاركة مئات آلاف المواطنين، وممارستهم العديد من الأنشطة الميدانية السلمية المقاوِمة، والتي جابهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة العسكرية، مخلفين آلاف الشهداء والجرحى.

وقال المحلل السياسي محسن أبو رمضان: إنّ النقطة الأولى التي تُحسب في ميزان مسيرة العودة بعد ثمانية أشهر على انطلاقها، تشكيلها حالة نهوض فلسطيني عام، بعد سيادة أجواء اليأس، نتيجة العوامل والظروف التي أحاطت بالقضية الفلسطينية ومفاصلها، كاستمرار العدوان الإسرائيلي، والحصار على غزة، وتهويد القدس المحتلة، والممارسات الاستيطانية الكثيفة.

وأوضح أبو رمضان لصحيفة "فلسطين" أن مسيرة العودة نجحت في التأكيد مجددًا على ارتباط الشعب الفلسطيني بقضيته الوطنية العادلة، وأنه شعبٌ ذو معنويات مرتفعة، ولا يزال يدرك أن أمامه مشوارًا كبيرًا لإزاحة الاحتلال عن أرضه المحتلة.

وأشار إلى أن وحدة الفعاليات الوطنية، وانخراط الكل الوطني والفصائلي تحت لواء كلمة واحدة، وموقف واحد، من أهم ثمرات وإنجازات مسيرة العودة، مشددًا على أن المسيرة حققت أهداف أطلقتها، وأخرى لم تتوقعها.

وذكر أن المسيرة أحيت حركة التضامن الشعبي الأوروبي والدولي مع الشعب الفلسطيني، وأبرزت الطبيعة العدوانية لـ(إسرائيل) وكشفت عن وجهها القبيح تجاه النساء والأطفال والشيوخ وفئات الصحفيين والأطباء والممرضين والمسعفين.

كما وشكلت مسيرة العودة، وفقًا لأبو رمضان، إحراجًا لبعض الدول العربية الراغبة في التطبيع مع الاحتلال، وأكدت عبر نضال الجماهير المستمر قرب السياج الفاصل وجود شعب ما زال يرزح تحت الاحتلال، ويمارس الأخير كل أشكال البلطجة العسكرية بحقه.

ونبه إلى أن القضية الفلسطينية أعيد الاعتبار لها، وجرى وضعها على الأجندة الدولية والإقليمية، وتم تسليط الضوء عليها كقضية مركزية رغم القضايا الأخرى التي تشغل الدول.

واتفق المحلل السياسي كمال علاونة مع سابقه، إذ قال إن القضية الفلسطينية وعبر بوابة مسيرة العودة أعيد الاعتبار لها باعتبارها قضية مركزية، وإن غياب الاستقرار والأمن في مفاصلها يعني معاناة على الصعيد العالمي كله.

وأكد علاونة لـ"فلسطين" أن المتتبع لمسيرة العودة يرى يقينا أنها استطاعت كسر حواجز سياسية عدة، وحققت ضمن إنجازاتها حراكًا عالميًّا وإقليميًّا تجاه القضية الفلسطينية، وأعادتها للصدارة بعد أن غابت لسنوات.

وذكر أن سلطات الاحتلال باتت وبفعل مسيرة العودة على قناعة تامة أن الفلسطينيين اكتشفوا طريقة جديدة لإحياء نموذج الانتفاضة، والوقوف في وجه المؤامرات التي تحاك ضدهم والتي تمثلها مؤخرًا "صفقة القرن".

كما وأنها، وفقًا لعلاونة، كشفت سوأة الاحتلال أمام الجميع وفضحت بربريته في قمع المتظاهرين الذين انتهجوا التظاهر السلمي، وأعطت فرصة لتشكيل حالة رأي عام دولية، من الممكن أن تتطور مستقبلًا لملاحقة قادة جيشه.

ونبه إلى أن القضية الفلسطينية فعليًّا عادت إلى أجندة السياسة الإقليمية والدولية، وقد مثل ذلك بعقد مؤسسات دولية كمجلس الأمن من بعد انطلاق مسيرة العودة، أربع جلسات، وهو ما أحرج الاحتلال، سيما وأنه رأى في ذلك نجاحا باهرا للفلسطينيين لتوضيح مظلوميتهم، ومظلومية حصار غزة.

ولفت إلى أن الحراك الملموس تجاه غزة من هيئة الأمم المتحدة، وبعض الشخصيات والدول، التي برزت مؤخرًا لا تخرج جميعها عن سياق نتائج مسيرة العودة، مضيفًا "لولا هذه المسيرات لما تحرك شيء وبقيت غزة تحت وطأة الحصار للأبد".

اخبار ذات صلة