قائمة الموقع

المُسِنة وادي.. تشارك بمسيرات العودة رغم إصابتها مرتين

2018-11-29T10:25:58+02:00
المسنة وادي تُثني على المقاومة الفلسطينية وإنجازاتها

مع اقتراب وقت الظهيرة من كل يوم جمعة، تبدأ عطاف وادي (55 عامًا) بتجهيز نفسها للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، التي انطلقت فعالياتها في قطاع غزة، في الثلاثين من شهر مارس/ آذار الماضي.

على مدار السبعة أشهر الماضية حرصت "وادي" على المشاركة في جميع فعاليات وأنشطة مسيرات العودة دون انقطاع، إيماناً منها بحق الشعب الفلسطيني في عودته لأراضيه التي هُجّر منها عام 1948.

وتقول "وادي" التي تُعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، إضافة إلى زوجها: إنها شاركت في مسيرات العودة منذ اليوم الأول لانطلاقها، لتثبيت حقها في العودة للأراضي المحتلة، في ظل حالة النسيان التي تعيشها القضية الفلسطينية.

في الجمعة السادسة والثلاثين من فعاليات مسيرات العودة التي حملت عنوان "المقاومة توحدنا وتنتصر" كانت تخطو الخمسينية "وادي" التي تعود أصولها لبلدة بيت دراس بخطوات بطيئة بواسطة "عكاز طبي" وتتعالى على إصابتها مرتين برصاص الاحتلال في مخيم "ملكة" شرقي مدينة غزة.

الإصابة الأولى كانت في العاشر من شهر آب/أغسطس الماضي، كما تروي وادي، حينما اخترقت رصاصة إسرائيلية "غادرة" قدمها اليُمنى، مما أسفرت عن إحداث أربعة كسور فيها.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل عاودت "رصاصة مطاطية" أخرى اخترقت جسدها في منطقة الصدر، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفق ما روت لمراسل "فلسطين".

"ما يهمني هو أن تبقى الأمة رافعة رأسها لا تنحني أمام الصهاينة"، تلك عبارة عن التحدي والإصرار، تتُرجم فعلياً على أرض الواقع من الحاجة "وادي" التي لم تأبه لجراح وآلام الإصابتين.

"عدنا للمشاركة في مسيرات العودة، وسنقاوم الاحتلال مهما كلفنا الثمن"، بهذه الكلمات صدحت حنجرة الخمسينية "وادي" وهي تلف على جسدها "العلم الفلسطيني" وعصبة الكوفية السمراء على جبينها.

وتُكمل وعلامات الإصرار والتحدي تملأ تجاعيد وجهها: "لدى شعبنا إرادة كبيرة، فهو قادر على الوحدة والانتصار على الاحتلال الإسرائيلي رغم قلة إمكانياته".

وتُثني على المقاومة الفلسطينية وإنجازاتها، لاسيّما التي حققتها مؤخراً خلال جولة التصعيد الأخيرة مع الاحتلال، "نحن مع المقاومة قلباً وقالباً، فنحن شعب مقاوم يُحب الحياة ويعشق الشهادة".

مقتطفات

من أبرز مقتطفات الحاجة "وادي" التي رسمت بها تفاصيل العزيمة والقوة، أنها كانت "المُعلمة والمُربية" كما يُطلق عليها الشبان المنتفضون قرب السياج الفاصل مع الاحتلال.

كانت تجتمع وادي بالشبان المنتفضين في إحدى خيام العودة شرق مدينة غزة، قبيل انطلاقهم لمواجهة الاحتلال، لإعطائهم بعض الإرشادات والتعليمات حول كيفية التعامل مع قناصة الاحتلال عندما تحتدم المواجهة.

عدا عن ذلك، فإنها كانت تُعد الشبان وتجهزهم من خلال وضع اللثام على وجوههم، وتحضير المعدات اللازمة لهم أثناء المواجهات مع الاحتلال، فتقول: "أنا اعتبر هؤلاء الشبان مثل أولادي، وأحضر هنا لتقديم كل الدعم المعنوي والمساعدة لهم".

وتُعد الحاجة "وادي" واحدة من النساء الفلسطينيات في قطاع غزة اللواتي يشاركن في مسيرات العودة منذ انطلاقها، للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم التي هُجروا منها قسراً عام 1948، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض عن قطاع غزة منذ 12 عامًا.

اخبار ذات صلة