منذ وقوع العملية الفدائية التي نفذها الشاب أشرف نعالوة (22 عاما)، في مجمع "بركان الصناعي" داخل مستوطنة "أرئيل" قرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، بتاريخ 7 أكتوبر/ تشرين أول، لم توقف أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلية، بمختلف مستوياتها، عمليات الملاحقة والمطاردة للفدائي الذي نفذ عمليته خلال دقائق معدودة، ولاذ بالفرار.
وسارعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، منذ ذاك الوقت، بتطويق المنطقة، والبحث عن نعالوة الذي قتل بسلاحه البدائي (كارلو)، مستوطنين إسرائيليين، وأصاب آخر بجراح خطيرة.
وفشل جيش الاحتلال، بعد 13 يوما من وقوع العملية، وتحديدا بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين الأول، في اعتقال نعالوة، بعد محاصرة مدرسة "علي نايفة" في ضاحية شويكة بطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، ونادت عليه عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه، لكنه عاد خائبًا.
كما فشل جيش الاحتلال، للمرة الثانية، بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول، في اعتقال نعالوة، خلال اقتحامه لضاحية شويكة، وسط إطلاق كثيف للقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وطائرات الاستطلاع التي حلقت في سماء المنطقة.
ومنيت قيادة جيش الاحتلال، بالفشل للمرة الثالثة، وتحديدا في 7 نوفمبر/ تشرين ثانٍ، خلال محاولاتها المستمرة لاعتقال نعالوة، وذلك بعد محاصرتها لمنزل ذويه في ذات الضاحية، وفرضت منع التجول في المنطقة، واعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل المجاورة لمنزل العائلة، وحاصروه من كل الجهات وسط إطلاق نار وقنابل صوتية كثيفة، ثم احتجزوا شقيقته التي كانت في المنزل، وحققوا معها.
وتجدد الفشل الإسرائيلي، للمرة الرابعة، فجر أول من أمس، 27 نوفمبر/ تشرين ثان الجاري، بعد تنفيذه عملية عسكرية واسعة في بلدة ياصيد شمال نابلس، دون أن تسفر عن اعتقال نعالوة الذي اعتقد أنه متواجد في منزل مهجور، قبل أن تنفجر بوابته نادت عبر مكبرات الصوت "أشرف سلم نفسك".
وأفادت مصادر محلية أن العملية العسكرية في بلدة ياصيد شاركت فيها طائرات استطلاع، وطائرات تصوير، وكلاب بوليسية، انتهت بانسحاب قوات الاحتلال تجر أذيال الخيبة والفشل.
ولم يقتصر الفشل الاستخباري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة فقط، ففي مساء الأحد 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أفشلت عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تسلل قوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ولاحقتها واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل قائد الوحدة وإصابة آخرين.
ضعف استخباري
وأوضح المختص في الشأن الأمني د. إبراهيم حبيب، أن فشل الاحتلال في اعتقال أو تصفية المطارد نعالوة،يشير للضعف الواضح في العمل الاستخباري الإسرائيلي رغم الجهد العسكري الضخم في الضفة الغربية.
وقال حبيب لصحيفة "فلسطين": إن فشل الحالة الاستخبارية يتخلص في شكلين، الأول: يتعلق بعمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشكل مباشر، والثاني: فشل التنسيق الأمني بين أمن السلطة وأجهزة الاحتلال في اعتقال المطارد العشريني.
وأعتقد أن هناك عدم قدرة للجهتين الاستخباريتين (الاحتلال والسلطة) على الحصول على معلومات دقيقة حول نعالوة، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها: قدرة المطارد على عمليات الاخفاء والتمويه، والحاضنة الشعبية الواسعة من أهالي الضفة لهذا المطارد.
وتمم حديثه: "هذا البطل لم يكن لينجح، لولا الحاضنة الشعبية من أهالي الضفة الغربية معه بشكل كبير، وهذا يعطي مؤشرا إلى وجود روح وطنية عالية لدى أهالي الضفة في الحفاظ على عناصر المقاومة".
وفشل جيش الاحتلال، مطلع العام الجاري، عدة مرات في اعتقال المطارد أحمد نصر جرار، قبل أن يغتاله لاحقا.
وجرار نجل القيادي في حماس الشهيد نصر جرار، ويتهم جيش الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ عملية فدائية جنوب نابلس أسفرت عن مقتل حاخام إسرائيلي.