شارك عشرات آلاف المتظاهرين في المسير البحري الـ17، شمال غرب قطاع غزة، تأكيدًا على تمسكهم بحق العودة ورفضًا لاستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الساحلي منذ 12 سنة.
وكانت قوارب كسر الحصار حاضرة على شاطئ بلدة بيت لاهيا، شمالاً، بعدما انطلقت من ميناء الصيادين بمدينة غزة.
وأقامت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، مهرجانًا ضمن فعاليات المسير بعنوان "حقنا في بحرنا"، حضره قادة فصائل وممثلون عنها.
وتخلل المسير إقامة فعاليات رياضية على شاطئ البحر، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
وقال لؤي معمر عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إن المسيرات تعبر عن حالة وحدة وطنية في وقت يعاني الشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي.
وعدَّ معمر، أمس، أن "المسير البحري يأتي تأكيدًا على استمرار مسيرات العود وكسر الحصار حتى تحقيق المطالب الشعبية التي انطلقت من أجلها بفعل الظروف القاهرة وما يتعرض له قطاع غزة ومن عدوان متكرر من الاحتلال".
وشدد على أن الحاضنة الشعبية لمسيرات العودة تعطي كل يوم مؤشرا للمجتمع الدولي، أن الشعب الفلسطيني قادر على التخلص من أزماته المفتعلة، سواء تلك التي تتمثل بالإجراءات العقابية التي تفرضها ضد غزة، أو الحصار المفروض منذ ما يزيد عن 12 سنة.
واستدرك: لا بد من حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني؛ ورفع الإجراءات العقابية والحصار الإسرائيلي، وقناعة شعبنا وإرادته بمواصلة نضاله ضد هذا الاحتلال؛ تثبتها المشاركة الكبيرة في المسير الـ17.
وقال أمين عام حركة الأحرار خالد أبو هلال، إن غزة لن تهدأ حتى يسقط الحصار والاحتلال، مشيدًا "بتكامل الأداء بين أشكال المقاومة الشعبية وعمليات المقاومة الفردية من عمليات دهس وطعن".
وجدد أبو هلال في كلمة له، الرفض القاطع لإعلان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترمب، القدس عاصمة للاحتلال، وكذلك استهدافه لقضية اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بوقف تمويل بلاده لها هذا العام.
واستنكر بشدة استقبال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين في بعض الدول العربية والإسلامية، ووصفها بأنها "ضربة غدر" للفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
وشدد على أن "المسيرات السلمية ستستمر ومن ورائها مقاومة مسلحة تحمي المشاركين فيها.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، علام الكعبي، إن "الشعب الفلسطيني لن يتخلى يومًا عن خيار المقاومة، ولن تمر مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، والقدس عاصمة أبدية موحدة للشعب الفلسطيني".
وأشاد الكعبي في كلمته، بالمشاركة الجماهيرية الكبيرة في المسير البحري، وقال "نشد على سواعدهم وتصديهم للاحتلال"، مشيرًا إلى أن المشاركة في المسير البحري، وجمعة "المقاومة توحدنا وتنتصر"، تؤكد استمرار المسيرات بزخمها الشعبي، متسلحة بالإرادة والوعي بأهدافها.
ورحب بأي جهد يحقق انفراجة في المصالحة واستعادة الوحدة، مضيفًا "ما يهمنا جميعًا أن تتمخض الجهود وفقًا لاتفاق القاهرة 2011، ومخرجات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني 2017".
ودعا إلى الاستفادة من تجربة غرفة العمليات المشتركة، ونتائجها في الميدان، ورسم استراتيجية وطنية قادرة على مواجهة التحديات ومشاريع التصفية.
كما أشاد الكعبي بتضحيات الأسير نائل البرغوثي، الذي بدأ قبل أيام السنة الـ39 في سجون الاحتلال.