طالب أمس، أصحاب المنازل المهدمة في حرب 2014، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بالإسراع في صرف بدل الإيجارات، معبرين عن رفضهم القاطع للمماطلة والتسويف في إعادة بناء منازلهم المدمرة.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية أمام مقر "أونروا" بغزة، دعت إليها هيئات شعبية محلية، طالبت بضرورة تحمل "أونروا" مسؤولياتها.
وقال صابر أبو نحل(45) عاماً: للشهر الخامس لم أتلقَ فيه بدل إيجار من وكالة الغوث، وصاحب المنزل يهددني بالطرد في أي لحظة.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": الوقفة الاحتجاجية ليست الأولى، سبقها احتجاجات لكن دون استجابة لمطالبنا، داعياً الجميع لتحمل مسؤولياتهم.
وأوضح أبو نحل أن حرب 2014 دمرت شقتين له، ومنذ ذلك الوقت يقطن في سكن مستأجر تتكفل وكالة الغوث بدفع الإيجار، مشيراً إلى أنه يعيل أسرة من 8 أفراد، وهو وابنته مصابان بمرض القلب.
فيما عبرت أم نضال حمد، عن غضبها الشديد أثناء مشاركتها في الوقفة، وأشارت إلى عزمها نصب خيمة لعائلتها أمام مقر "أونروا"، حتى يستجاب لطلبها في إعادة إعمار منزلها.
واتهمت حمد في حديثها لصحيفة "فلسطين" وكالة الغوث بالمماطلة في إعادة بناء منزلها الذي كان يتربع على مساحة (180) مترًا مربعًا، وأنها تساومهم على شقة واحدة، مشيرة إلى أن طرح "أونروا" غير مجدٍ لأن لديها ابنا متزوجا يعيل أطفالا يقطن مع بقية أفراد عائلتها في السكن المستأجر.
وطالب عبد الحكيم سرحان، الدول التي تعهدت بإعادة اعمار المنازل المدمرة في العدوان، الوفاء بالوعودات، وتجنيبهم المناكفات السياسية.
وبين أنه يعيش حياة غير مستقرة بعد أن فقد شقتين في الحرب، ولا تتوفر له فرصة عمل.
انهيار برنامج الطوارئ
من جانبه قال المستشار الاعلامي في "أونروا "عدنان أبو حسنة: إنه لا يوجد تمويل لبرنامج الطوارئ الذي يقدم جزءا من أمواله "بدل ايجار" للعائلات المهدمة منازلها في قطاع غزة.
وأضاف لصحيفة "فلسطين" أن برنامج الطوارئ انهار كاملاً وأصبح رصيده صفر، بعد توقف الإدارة الأمريكية عن دفع 90 مليون دولار إليه.
وأشار أبو حسنة إلى تواصلهم الدائم مع دول مانحة لسد النقص الذي أحدثته إدارة الرئيس دونالد ترمب جراء وقفها المساعدة الأمريكية لـ "أونروا" المقدرة بـ (360) مليون دولار سنوياً.
وشدد على ضرورة اعادة تفعيل برنامج الطوارئ، لأن قطاع غزة منطقة غير مستقرة تتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة بين الفئة والأخرى.
وبين أبو حسنة أن تأخر إعادة اعمار منازل هؤلاء المحتجين، مرتبط بمدى توفر التمويل أيضاً، وأشار إلى تلقي (1612) عائلة الإيجار من "أونروا"، تتحصل العائلة الواحدة على (200-250) دولارًا شهرياً.
ويشهد قطاع غزة أوضاعاً اقتصادية سيئة للغاية، مع استمرار الاحتلال فرض حصاره للعام (12) على التوالي، وفرض السلطة الفلسطينية عقوبات اقتصادية لنحو العامين.