دون سابق إنذار؛ يشن موقع "فيسبوك" حملة ضد أي محتوى فلسطيني ينشر صوراً لأفراد القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لقطاع غزة، بعدما كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مؤخرا عنها، الأمر الذي يدلل بشكل واضح على امتثال إدارة الموقع الأزرق بشكل مطلق لأوامر الاحتلال بمنع انتشار الصور.
وحذف الموقع عدة صفحات فلسطينية كبيرة منها صفحة "فلسطين بوست"، وعدد من الصفحات الإخبارية وحسابات ناشطين وإعلاميين فلسطينيين، بسبب تناولها الحدث الذي انتهى بتسجيل انتصار جديد للمقاومة الفلسطينية وفشل أمني ذريع للاحتلال الإسرائيلي.
حملة بثلاثة مسارات
المختص في شبكات التواصل الاجتماعي عز الدين الأخرس، بين أن فيسبوك شن حملة ضد المحتوى الفلسطيني عبر ثلاثة مسارات، وهي حذف أي خبر أو صورة لأفراد القوة الإسرائيلية الخاصة في المنشورات العامة على الموقع، وحذف صور القوة من التعليقات، فيما لأول مرة منذ نشأة هذا الموقع العالمي قام بحذف صور الوحدة من المحادثات بين المستخدمين (ماسنجر) من خلال خوارزمية خاصة لهذه الصور للحد من انتشارها.
وقال الأخرس لصحيفة "فلسطين": إن "فيس بوك يشن حملة مسعورة غير مسبوقة في تاريخه فيما يتعلق بالعملية الإسرائيلية الفاشلة في غزة، مما يدلل على حجم العلاقة القوية بين الاحتلال وفيسبوك، نتيجة سرعة الاستجابة وفاعلية الإجراءات، ويؤشر على حجم الانزعاج الإسرائيلي الكبير من نشر المقاومة للصور".
وأضاف الأخرس: "إن إدارة فيس بوك كانت تحت إمرة الرقيب الإسرائيلي، بالامتثال لما يقرر منعه ويعمم المنع على الفلسطينيين والعرب"، مبينا أن هذه السياسة صادمة لرواد الموقع العرب، وتدلل على حجم الانصياع الكبير للاحتلال".
وتابع: "لكن مع كل هذه الإجراءات إلا أن الصور انتشرت وأن رسائل المقاومة وصلت وحققت انتشاراً كبيراً".
ونبه الأخرس لوجود عدة طرق لتلافي الحظر من قبل إدارة فيسبوك أهمها، قيام الرواد بتحميل الصور من خلال مواقع أخرى ونشر الرابط على صفحاتهم على فيسبوك، وتجنب تحميلها بشكل مباشر.
ونوه إلى أن إجراءات موقع فيسبوك في هذه القضية كانت شديدة ومنحازة للاحتلال، وعلى ذات الحال موقع يوتيوب، فيما كان موقع تويتر الأقل حدة في هذه المعايير والحرب الدائرة في الفضاء الأزرق.
امتثال لمطالب الاحتلال
من ناحيته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف لـ"فلسطين": "من الواضح أن إدارة شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الأشهر مثل موقع فيس بوك وموقع تويتر تتعاطى مع ضغوطات الاحتلال ومطالبه فيما يخص مسح المحتوى الفلسطيني، الذي لا تريد رؤيته".
واعتبر معروف أن ما قامت به إدارة تلك المواقع بحذف منشورات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص صور عناصر الخلية الإسرائيلية التي تسللت لغزة، "امتثالا لتهديد ووعيد الاحتلال".
وأضاف أن ذلك يمس بمصداقية تلك المواقع وما تدعيه من حرية مفترضة، ويضعها أمام مسؤولية كبيرة فيما يخص ضرورة المتابعة مع إدارة الشبكات من أجل عدم الامتثال لمتطلبات الاحتلال وخاصة أن ما ينشر لا يتنافى مع ما تقره إدارة فيس بوك من محاذير.
وأكد معروف أن المطلوب على المستوى الفلسطيني أن ينشط رواد مواقع التواصل وجميعأبناء الشعب الفلسطيني في النشر المتعمد لكل ما تحاول حظره إدارة فيس بوك، بالإضافة للمتابعة الرسمية مع إدارة الشبكات وإرسال بلاغات كافية، ورسائل اعتراض على ما تقوم به هذه الشبكات.