قائمة الموقع

مشروع لتوليد الكهرباء عن طريق أمواج البحر في غزة

2018-11-25T17:08:25+02:00
المولدات في ميناء غزة

يتجه أربعة مهندسين من قطاع غزة يوميًّا إلى الرصيف الغربي لميناء غزة المدمر، لإلقاء النظر على مشروع مأمول لتوليد الكهرباء عن طريق أمواج البحر، لكنهم لا يزالون يصطدمون بتداعيات الحصار.

وحتى اللحظة لم يتمكن هؤلاء المهندسون من إيجاد التمويل اللازم لمشروعهم، فضلًا عن أنهم لا يجدون الإمكانات والمعدات المهمة لهذا العمل.

ويحاول مبتكرو المشروع صيانة وحماية ما أنجز منه من أمواج البحر العالية.

ويعتمد المشروع بالأساس على تحويل الطاقة المختزنة في أمواج البحر إلى طاقة كهربائية عن طريق نظام هيدروميكانيكي، يمتص طاقة الأمواج ويحولها إلى طاقة هيدروليكية تعالج عبر نظام هيدروليكي، بحسب أحد مسؤولي المشروع مهندس الميكانيك هيثم مشتهى.

ويقول مشتهى لصحيفة "فلسطين": "يتم التحكم في أجزاء المشروع المختلفة من خلال وحدة تحكم رئيسة محوسبة "PLC" لمراقبة النظام والتأكد من استقرار الطاقة المنتجة".

ويبين مشتهى أن الأجزاء الرئيسة للمشروع، هي "العوامات، والذراع، والمكبس الهيدروليكي، وقاعدة التثبيت، والقاعدة الاسمنتية، والنظام الهيدروليكي، ونظام التحكم".

ويشتكي المهندسون الأربعة، من افتقار السوق المحلي لبعض المعدات والأجهزة اللازمة لتصنيع وتحسين كفاءة المشروع، بالإضافة إلى نقص الأدوات المستخدمة في العمل بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ 12 سنة تواليا، في ظل الحاجة إلى تطوير الخبرات العلمية والعملية في مجال طاقة الأمواج والمجالات التابعة لها.

ووفقا لمشتهى، يعد المشروع أول محاولة فلسطينية لتوليد الكهرباء من الأمواج، وهو حديث على مستوى العالم، يوفر طاقة كهربائية بقدرة 12-15 كيلوواط، في حين من المقرر أن يوفر لاحقاً في مرحلته الثانية ما بين 20-25 كيلوواط إن توافرت الإمكانات المادية.

ويضم الفريق الذي أنجز المشروع أربعة مهندسين تخرجوا حديثًا في الجامعة الإسلامية، وهم إضافة إلى مشتهى، المهندسان الكهربائيان محمود أبو زايد وساني صبيح، ومهندس الميكانيك محمود مراد.

ويضيف مشتهي: "قدمت أنا وزملائي نموذجًا مبسطًا للمشروع، لكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في 2014، وقد أثبت نجاحه، ما دفعنا لتطبيقه بالتعاون مع الجامعة في 2016، وخلال العامين الماضيين أجرينا تعديلات عليه، حتى قررنا إطلاق المشروع والإعلان عنه في نهاية شهر أبريل الماضي".

ويلفت إلى أن قلة الإمكانات في السوق المحلي من معدات وأجهزة قياس لإتمام المشروع، وعدم توفير التمويل له بكفاءة أعلى وسرعة أكبر والاعتماد على قطع الغيار المستعملة لجلب الكثير من القطع اللازمة منها بدلاً من شراء قطع جديدة، عاقت المشروع.

بدوره، يبين م. صبيح أن المشروع يتكون من نظام ميكانيكي يتحرك بحركة الأمواج ويأخذ الطاقة المخزنة فيها ويحولها إلى طاقة هيدروليكية قبل أن تصبح الطاقة المنتجة عبارة عن كهرباء باستطاعتنا إدارتها عبر جهاز تحكم.

ويمكن الاعتماد على الطاقة المنتجة، بحسب صبيح، في توفير الكهرباء بطاقة أولية تصل إلى 15 كيلوواط في المرحلة الأولى، وهي كافية لإنارة رصيف ميناء غزة الذي تبلغ مساحته نحو 1800 متر، فيما ينتج كهرباء في المرحلة الثانية تصل إلى 25 كيلوواط.

ويتابع صبيح لصحيفة "فلسطين": "إذا ما توافرت الإمكانات المادية سنجري تعديلات على المشروع لمضاعفة الوحدات الإنتاجية، إذ من الممكن تغذية شبكة الكهرباء بها، ونقلها إلى المواطنين".

ويوضح أن الجهات الحكومية في غزة ساعدت في تسهيل مهمة الحصول على مكان في الميناء.

ولا يزال مهندسو المشروع يأملون في تجاوز الحصار والمعوقات الماثلة أمام تنفيذه على النحو المأمول من قبلهم.

اخبار ذات صلة