قائمة الموقع

​سامر خويرة.. ضحيّة سطوة الاحتلال و"السلامة الأمنية"

2018-11-24T14:09:19+02:00

أثار مقطع فيديو لصحفي فلسطيني حمل عنوان "سامر.. ترك البلد" نقاشا ساخنا بين الفلسطينيين بعد انتشار الفيديو على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، ما بين تعليقات مؤيدة وأخرى معارضة.

ونشر الصحفي سامر خويرة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والمتواجد في تركيا فيديو قبل أيام تحدث فيه عن أسباب تركه للضفة الغربية المحتلة وقراره عدم العودة إليها، منها عدم تمكنه من العمل في مجال تخصصه بعد إغلاق سلطات الاحتلال لفضائية القدس وحظر عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأغلق مكاتب وشركات تزود القناة بخدمات إعلامية وتقنية.

وأكد سامر أن وطنه حيث يجد كرامته، في وقت لم يعد لمعيار المهنية والكفاءة مكان للتعيين، لافتًا إلى أنه تقدم لأكثر من عشرين طلبا وظيفيا.

وأضاف: "في أكثر من وظيفة شعرت أنني الشخص الأكثر ملاءمة، وتتوافر لدي الشروط المطلوبة كافة، إلا أنني أقابل بالرفض"، مشيرًا إلى أن أجهزة أمن السلطة كانت تهاتف المُشغلين من معلني الوظائف وتحذرهم من تعييني".

وعلق الناشط عبد الرحمن عيسى على خويرة: "نعيش في فلسطين أوضاعا سياسية واجتماعية واقتصادية متدنية قتلت فينا كل شكل من أشكال الحياة الكريمة، فالكثير أصبح عبئا على الوطن مثقلا بالديون ملاحقا بأعباء لا يستطيع أن يؤدي استحقاقاتها".

وتابع: المستقبل ضبابي غير واضح المعالم، فهناك كرامة اغتصبت، وكرامة ضاعت لمجتمع متفرج".

في حين يرى الناشط محمد زيد أن ما يسمى بـ"السلامة الأمنية" هو حسن السلوك وسيف مسلط على رقاب كل من لا ينتمي لحزب السلطة الحاكم، قائلًا: إن سامر أحد ضحايا "السلامة الأمنية (...) ولابد من وقفة مع كل مستهدف حتى لايفرغ الوطن من الكفاءات".

أما الناشط عزام قادري، فقال: "صرخة الصحفي سامر خويرة دوت في نفوسنا وكان لها الأثر في جرحنا اليومي، فالبطالة تلقي بظلالها والمعايير والانقسام الفلسطيني له دوره في تحديد هوية من يقبل في الوظيفة أو لا يقبل".

وتابع: "الاحتلال يمارس سطوته في حياتنا بإغلاق المؤسسات بذرائع أمنية، فعندما تغلق مؤسسة تغلق مقابلها بيوت عدة، وسامر من الذين تأثروا بقرار الاحتلال إغلاق فضائية القدس وملاحقة العاملين فيها، ولم يعد أمامه إلا الرحيل للبحث عن فرصة عمل في مجاله تكفل له كرامته بالرغم من صعوبة الغربة".

و قال الإعلامي د. أمين أبو وردة: "أمثال الصحفي خويرة كُثُر ولا يجدون مكانا للعمل إما بسبب التوجهات أو معايير أخرى، وهذا الأمر يجعل الصحفي الفلسطيني في مأزق نفسي، فتبعات الحياة كثيرة".

وأشار إلى أن ملاحقة سلطات الاحتلال لفضائية القدس جاء بسبب تبنيها ثقافة المقاومة في خطابها وخشية من تأثيراته على الجمهور الفلسطيني.

وعدّ أبو وردة أن رفض المؤسسات تشغيل صحفيين مهنيين يحملون توجهات تشكل خطرًا على وعي الجمهور من منظور الاحتلال "سلوكًا مدفوعًا بالخوف من الملاحقة الأمنية من قبل الاحتلال أو لعوامل لها علاقة بتعقيدات السياسة الفلسطينية.. لذلك شهدنا تضامنًا شعبيَّا واسعًا مع الصحفي سامر".

وقال أبو وردة: "الصرخة التي أطلقها سامر من تركيا موجعة، فقرار عدم الرجوع قرار صعب على عائلته ومحيطه، وأتمنى ألا تصبح ظاهرة وتفرغ البلد من الكفاءات المهنية التي يحتاجها الوطن".

في المقابل يتبنى المحاضر الإعلامي في جامعة خضوري د. محمد اشتيوي رأيًا مخالفًا، واصفًا قرار الهجرة بأنه "خاطئ والرباط في فلسطين والبقاء فيها هو الكرامة بعينها، وبالرغم من صعوبة الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخصوصا الشباب في كافة التخصصات".

وقال: "الاحتلال يسعى دوما إلى دفع الشباب إلى الهجرة الطوعية، ولدينا نماذج كثيرة صمدت في وجه الإجراءات الاحتلالية وبقيت داخل وطنها".

اخبار ذات صلة