فلسطين أون لاين

​حدّ السيف.. قطعٌ لحبائل الصهاينة

...
جبريل عودة

تسجل المقاومة في غزة, إنجازاً مهماً على صعيد المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني, سواء على الصعيد العسكري أو الأمني , يضاف إلى إنجاز توحيد الصف المقاوم عبر غرفة العمليات المشتركة, والتي من خلالها تمت إدارة المواجهة العسكرية في التصعيد الأخير بحكمة واقتدار، أذهلت العدو وصدمته, وشكلت نموذجاً نضالياً لتأسيس الوحدة الوطنية على قاعدة مقاومة الاحتلال من أجل استعادة المشروع الوطني التحرري, لسيادة المشهد الفلسطيني وإعادة الاعتبار لقضيتنا الوطنية كقضية تحرر من نير الاحتلال البغيض.

المشهد الفلسطيني في غزة, مشهد عزة ومقاومة, يتجلى فيه الفلسطيني كشجرة الزيتون الرومية, التي تقف في وجه العدو الصهيوني بثباتها وقوة جذورها الراسخة في أعماق الأرض, تكشف زيف الاحتلال وتهزأ بروايته الكاذبة, وتقاوم بفروعها وأوراقها كل العواصف التآمرية وأعاصير الإحباطات المدفوعة الثمن للنيل من الروح المعنوية للشعب الفلسطيني, وتبقى المقاومة الشامخة في غزة المحاصرة, بريق الأمل لجموع الفلسطينيين الذي ينامون ويصحون على موعد مع شمس الحرية والعودة التي ستشرق يوما ما, بتضحيات المقاومين وصلابتهم وإصراراهم على نيل الحقوق وتحرير الأرض وتطهير المقدسات, تساند في ذلك قاعدة جماهيرية كبيرة تؤمن بالمقاومة وتحفظ لها ظهرها إذا حمي الوطيس, لا تسمح بأي اختراق إعلامي أو أمني أو سياسي في وقت المعركة, هذا المشهد الغزي يكشف لنا عظمة هذا الشعب الأبي, ورسوخ مقاومته الباسلة, وقدرتها على مقارعة الاحتلال في كافة الميادين، وتسجيل انتصارات تراكمية تؤسس للانتصار الكبير القادم.

تمكن المقاومة من إفشال مهمة القوة الصهيونية الخاصة, وهي مهمة ذات طبيعة أمنية واستخباراتية, تهدف إلى الإضرار بالمقاومة والمساس بقدراتها الميدانية في وقت القتال, شكل كشف هذه القوة الصهيونية إنجازاً مهمة في إحباط المخطط الأمني الصهيوني, وضربة قوية للأذرع الأمنية الصهيونية التي قطع دابرها.

ما عرضته المقاومة ممثلة بكتائب القسام, من صور لأفراد القوة الصهيونية الخاصة, يشكل ضربة جديدة عبر إزاحة الستار عن أخطر المجرمين من أفراد القوة الصهيونية الخاصة.. وإظهار صورهم بهذه التفاصيل يعني خروجهم من الخدمة لخطورة انكشافهم في أي مهمة بعد افتضاح أمرهم, لذا حرصت كتائب القسام على إظهار الصور ونشرها على الملأ, ورأينا رد الفعل الصهيوني والتي منعت التعامل مع هذه الصور أو نشرها عبر وسائل الإعلام العبرية.

كتائب القسام تسعى من خلال إشراكها للجمهور الفلسطيني في الإدلاء عن أي معلومة عن هؤلاء الأشخاص الذين نشرت صورهم, إلى الحصول على كمية أكبر من المعلومات عن التحركات التي قام بها أفراد المجموعة وخاصة في فترة مكوثهم في قطاع غزة, قد يفيد في الإحاطة هو أي عمل أو مخطط قامت به هذه المجموعة قبل انكشاف أمرها, إلى جانب كشف وتعرية هؤلاء الأشخاص كإرهابيين وجب الحذر منهم في أي مكان آخر ممكن أن ينفذوا فيه أي عمل إرهابي كعملية اغتيال أو تجسس.

من أقوى الرسائل في البلاغات الثلاثة لكتائب القسام حول عملية كشف وإفشال القوة الصهيونية الخاصة, أن مقاومتنا قوية ويقظة, وتتعامل بكل جدارة وقدرة فائقة على تحليل البيانات وتتبع خيوطها والوصول إلى نتائج جيدة تعزز من صلابة المقاومة وصمودها في وجه العدوان والاستهداف الصهيوني, كما أن نشر هذه المعلومات والبيانات احتراماً وتقديراً للشعب الفلسطيني الحاضن للمقاومة وحرص المقاومة على اطلاعه بالتفاصيل التي تساعد في فهمه لما يجري في الميدان مما يساهم في عملية التفهم لكافة الإجراءات التي تقوم بها المقاومة والأجهزة الأمنية على الأرض, وصولاً لحالة التناغم والتنسيق والتفاهم المتبادلة بين الشعب ومقاومته , لتترسخ المعادلة مقاومة تدافع عن الشعب وشعب يحفظ المقاومة ويصون أسرارها ويكون عوناً لها في إحباط أي مؤامرة أو مخطط يستهدف المساس بها.