لم تحل الأجواء الماطرة دون اندفاع آلاف الفلسطينيين نحو السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة، للمشاركة في الجمعة الـ35 لمسيرات العودة وكسر الحصار.
وفي جمعة "المقاومة توحدنا وتنتصر" احتشد المواطنون على بُعد 300 متر من السياج الزائل رافعين إشارات النصر في وجه جنود الاحتلال الذين اعتلوا السواتر الرملية خلف السياج، بعد الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية بفرض معادلة الردع خلال جولة التصعيد الأخيرة.
تتقدم رضا البنا (43 عاماً) بخطى سريعة نحو السلك الفاصل، غير مباليةٍ ببرودة الطقس ولا نار بارود الاحتلال وقنابله الغازية، لتثبت دعمها للمقاومة الفلسطينية والانتصارات التي حققتها مؤخرًا، والتمسك بحق العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة.
كانت البنا تلّف جسدها بعلم فلسطين، وعلامات الشموخ ترتسم على مُحياها وتردد: "جئنا اليوم لنشارك الشباب الثائر في جمعة المقاومة، حتى نثبت للاحتلال دعمنا للمقاومة وحقنا في العودة لأراضينا المُحتلة".
"شعب قوي وشجاع يحتضن مقاومته لا يُمكن للاحتلال أن يهزمه"، بهذه الكلمات صدحت حنجرة البنا، تعبيراً عن فرحتها بإنجازات المقاومة في قطاع غزة، والتي كان آخرها كشف صور عناصر القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة في الحادي عشر من الشهر الجاري.
وتوجهت البنا برسالة للدول العربية: "عار عليكم أن تستمروا في التطبيع مع الاحتلال، فالشعب الفلسطيني كله خلف مقاومته الباسلة، وسيبقى مدافعاً عنها مهما كلفه الثمن".
وتختم حديثها بمطالبة كل الشرفاء والأحرار في العالم، بالضغط على الاحتلال لفك حصاره المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 سنة، وكذلك ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة اللحمة بين حركتي فتح وحماس.
"ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة" بهذه الكلمات بدأ الجريح محمد البحطيطي (30 عاماً) حديثه في رسالة واضحة لتمسكه بخيار المقاومة والمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار.
يقول البحطيطي إنه تعالى على آلامه بعدما اخترقت رصاصة متفجرة قدمه اليُمنى في 14 مايو/ أيار الماضي، أحدثت مضاعفات سلبية كبيرة، وجاء للمشاركة في هذه الجمعة الماطرة ليُعبر عن فرحته بانتصار المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية.
وبصوت الواثق المُنتصر يضيف "كيف سيهزم الاحتلال شعباً يحتضن المقاومة، والأخيرة تحميه؟ (...) مشاركتنا في مسيرات العودة واجبة، وعلى الجميع الالتحاق بذات الركب، لأن ذلك يحقق النصر".
ويؤكد استمراره بالمشاركة في مسيرات العودة "لأن هدفها هو كسر الحصار واستعادة حق العودة، وهذه أبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
على الجانب الآخر، يقف المواطن نشأت أبو عميرة (46 عاماً)، الذي عبّر عن فخره بانتصار المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحق العودة للأراضي المحتلة.
ويقول أبو عميرة: "جئنا للمشاركة في الجمعة الـ 35 تعزيزاً للانتصار الرائع الذي حققته المقاومة الأسبوع الماضي، الذي تمثل بفرض معادلة الردع وصولاً لانتصار التكنولوجيا عبر كشف صور القوة الخاصة الإسرائيلية".
ويوجه رسالة للاحتلال الإسرائيلي قائلاً "نقول لكم إن شعبنا أكبر من أن يكون ضحية لاحتلاكم وإرهابكم، وحتماً سينتصر عليكم وهو يتشبث بحق العودة وكسر الحصار".