فلسطين أون لاين

​تكامل وحكمة في الأداء

...
محمود مرداوي

العدو لم يتمكن من إخفاء ألمه، وبدأ يُظهر قلقه وانزعاجه بشكل علني من حجم المواجهة التي تدور في مجالات وميادين متعددة يقف في مركزها صراع الأدمغة والاقتصاد في القوة، والاستخدام الواعي للمقدرات.

لم يعتد العدو على تكامل المواجهة وفقدان المبادرة، ولن يسترح وهو يدفع ثمن حالة الدفاع في أشهر الاستنزاف الماضية جراء استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار، فحاول أن يبادر فوقع مرة أخرى في قفص وقيود ردات الفعل بعدما أفشلت المقاومة عملية الاختراق في خان يونس.

إن التفكير الاستراتيجي وفق رؤية ينبثق عنه بعد تكتيكي عملياتي يُذلل العقبات ويسهل تنفيذ وتحقيق الاستراتيجيات يقتضي عملاً شمولياً متكاملاً لا يتحقق من خلال جهود متناثرة غير منسقَة يحكمها ناظم يوزع الأدوار ويستثمر كل الموارد والجهود والطاقات، وتحصين للجبهة على الحدود من خلال المرابطين وحماة الثغور، وتشكيلات أخرى، وفي الداخل من خلال تفعيل دور الأجهزة الأمنية ، وتطوير عملها ووعيها، وإشراك الجمهور من خلال رفع مستوى الحس الأمني لديها واستشعار خطورة ودقة المرحلة، وتوحيد الجهود والتنسيق المشترك بين أجهزة الحكومة وكل الفصائل، إضافة لتطوير هيئات قيادية سياسية ونقابية وعسكرية تتولى إدارة المواجهة وفق قواسم مشتركة ورؤية وطنية متفق عليها في المواجهة العسكرية والجماهيرية والاجتماعية والمدنية .

هذا التطور وهذه الجهوزية مكنتنا من إدارة معاركنا ومواجهتنا للعدو بشكل منضبط يخدم ويحقق أهدافنا، لا يوقعنا في أخطاء ولا يُظهرنا متناقضين، ويمنحنا سرعة ومرونة في اتخاذ القرار، وثقة عالية بالنوايا وعدم التشكيك، فتجربة الميدان الممهورة بالدم والتضحيات والإبداع والابتكارات، والمبادأة ورباطة الجأش والقدرة على اتخاذ أصعب وأشد القرارات عندما تحقق مصالحنا وتدافع عن حقوقنا تعزز من دور المقاومة التي توحدنا وتجمعنا.