قائمة الموقع

​كيف نظر العدو الصهيوني لجولة التصعيد الأخيرة؟

2018-11-24T08:40:22+02:00

انتهت جولة نوفمبر 2018 بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بنتائج مشرفة لصالح المقاومة، وهذا باعتراف العدو نفسه، وكان من أبرز ملامح رجحان كفة الميزان لصالح المقاومة هو استقالة وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان ، ثم استقالةوزيرة الهجرة والاندماج، عضو حزب "إسرائيل بيتنا" صوفا لاندفير ودخول الحكومة الصهيونية في مأزق.

الإجابة عن سؤال كيف نظر العدو الصهيوني لجولة التصعيد الاخيرة؟ تقتضي التأمل فيما قاله الصهاينة على مختلف توجهاتهم، فقد أشهروا سيوف النقد وصرخوا بأعلى صوتهم في وجه حكومتهم التي تملك ما تملك من قوة عسكرية، لم تستطع وقف الصواريخ القادمة من غزة؟

الاستياء الصهيوني واسع كماً وكيفاً، ففي استطلاع للرأي أعدته قناة "كان" العبرية، أشار إلى أن 49 ‎%‎ يرون بأن حماس هي من انتصرت، ويرى 14% أن (اسرائيل) انتصرت بها، وعد عاموس غلبوع عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، في مقاله بموقع "نيوز ون"، أن "حماس هي من تردع (إسرائيل الآن)"، ثم إن المحرر المسؤول في مجلة (يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية) عمير ربابورت،قال إن "الانتصار العسكري الذي سجلته حماس أخذ عدة أبعاد ومجالات، سيكون لها تأثيرها المستقبلي، سواء على عمليات عسكرية قادمة في غزة، أو أماكن أخرى في المنطقة"، وقد انتشر فيديو لعجوز صهيوني يوبخ ويشتم قادة الاحتلال "نتنياهو وليبرمان".

وربما أبرز ما ساء وجوه الصهاينة هوكشف القوة الخاصة التي تعتبر وحدات متدربة تدريبات قوية، وما حدث أثناء الجولة الحربية من قصف المقاومة لقرابة 500 صاروخ عجزت القبة الحديدية عن التصدي لها، وقصف المقاومة لحافلة في منطقة عسكرية؟

نتائج الجولة الاخيرة كانت الكاشفة والفاضحة لهشاشة التهديدات الصهيونية لغزة وعجزها عن تحقيق أهدافها، فالتخبط الصهيوني كان واضحاً، فلا هدف واضح، ولا نجاح ملموس، والشيء الواضح لدى العدو هو أن غزة تتمتع بمقاومة نوعية واعية تعرف متى وكيف تقصف؟

لم تتوقف انعكاسات الجولة الاخيرة بعد، فهي _ وإن توقفت الحرب _ فإن تداعياتها ما زالت تظهر بشكل متسلسل تقوم به المقاومة بحكمة، حيث إنه من أسوأ التداعيات بالنسبة للعدو الصهيوني، ما كشفته كتائب القسام في عملية "حد السيف" من معلومات وصور وضعت الحكومة الصهيونية في مأزق أمام جمهورها، وفي المقابل تعززت الثقة في كتائب القسام في نفوس محبي المقاومة، إذ نشر الصور هو دليل على أن المقاومة تسير بخطي متوازية في الكفاح ضد الاحتلال، فهي لا تعتمد فقط على البندقية، بل تعمل ضمن منظومة جهادية متكاملة ومتناغمة أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية وتربوية.

أول رد فعل صهيوني تجاه نشر القسام صور أعضاء القوة الصهيونية هي منع وسائل الاعلام العبرية من اعادة نشرها، لأنها تعرض مواطنين وأمن (إسرائيل) للخطر، ولأنه كما قال ألون بن دافيد المحلل العسكري في القناة العبرية العاشرة "عمل ضار على المستوى الاستراتيجي، ليس فقط في قطاع غزة، ربما حتى له ضرر على مستوى الشرق الأوسط بأكمله".

أهم انجازات المقاومة في غزة هي تحقيق أعلى قدر ممكن من حالة اللا استقرار سواء في منطقة غلاف غزة أو في باقي أراضينا المحتلة، وكسر هيبة العدو الصهيوني الذي طالما ظن أنه لن يقدر عليه أحد ، فهو يدخل عواصم كبرى فيغتال ويخطف من يشاء، ويعود سالماً غانماً، دون أن يكشفه أحد.

اخبار ذات صلة