قائمة الموقع

نزال: ما تشهده مخيمات لبنان جزء من "صفقة القرن"

2018-11-21T19:23:37+02:00
وضع مخيمات لبنان لا يطمئن ويحتاج إلى موقف لبناني رسمي

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، محمد نزال، أن ما تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان من ضغوطات هو أحد بنود "صفقة القرن"، لا سيما موقف الإدارة الأميركية من وكالة "أونروا" وامتناعها عن دفع مساهمتها المالية، والضغط على الدول المانحة الأخرى لوقف المساهمات المالية.

وأعرب نزال في مقابلة مع صحيفة "سفير الشمال" اللبنانية الإلكترونية، اليوم، عن استغرابه من التضييق على المخيمات وخصوصًا "عين الحلوة" و"المية ومية"، ومحاولة تصوير قرى محاذية لهما على أنها ضحية الصراع الفلسطيني.

ورأى أن هناك حالة من القلق تسود الفلسطينيين في لبنان، وهذا ينسحب أيضًا على الفصائل الفلسطينية من أن تكون هناك جهات تريد دائمًا حصول توترات أمنية في المخيمات لتبقى فزاعة أمنية تستخدم عندما تدعو الحاجة السياسية أو الأمنية.

وأشار نزال إلى أن وضع مخيمات لبنان لا يطمئن، ويحتاج إلى موقف لبناني رسمي وواضح، وإذا كان الموقف اللبناني لا يريد التوطين، فعلى الدولة أن تتبع سياسة حكيمة ومقبولة تتفق فيها مع الجانب الفلسطيني، لكن للأسف لا يوجد موقف موحد في لبنان.

وأكد أن الفلسطينيين في لبنان ليس لديهم مصلحة بأن يكونوا جزءًا من الصراع الدائر، لافتًا إلى أن الزج بالفلسطينيين لا يمكن فهمه في سياق بريء، خصوصًا أن المرحلة التي شهدت اشتباكًا لبنانيًّا فلسطينيًا تم تجاوزها، وكل المخاوف الحالية مفتعلة، وإذا كانت هناك حوادث فردية فلا يمكن قياسها على الجو العام.

سلسلة إنجازات

وعن انتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الأخير على غزة، قال نزال: "ما جرى في غزة كان عملية أمنية بالغة التعقيد، وكان العدو الإسرائيلي يريد تنفيذها، وهي ليست مسألة اختطاف أو اغتيال، بل هي عملية تقنية لزرع أجهزة تجسس للحصول على معلومات عن الجنود الأسرى ولأهداف أخرى".

ورأى القيادي في حماس أن ما جرى هو تطور مهم جدًّا للمقاومة التي حققت سلسلة من الإنجازات أبرزها: أفشلت العملية الإسرائيلية، وتمكنت من قتل ضابط الوحدة وجرح نائبه وستة آخرين، وأصابت حافلة بصاروخ "الكورنيت"، وكان رسالة بالغة الأهمية، كما أطلقت حماس صواريخ تجاوزت القبة الحديدية التي يتباهى بها الإسرائيليون.

وأشار نزال إلى "الخلاف الذي حصل في الداخل الإسرائيلي واستقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، حيث تم إرباك (إسرائيل) ومنظومة الحكم فيها، فانقلب السحر على الساحر ودفعت الأخيرة ثمنصا باهظًا".

وأكد أن هذه المعركة المحدودة أسهمت في تغيير مناخ التطبيع السائد في الشارع العربي، وفي تشكيل رافعة معنوية لهذا الشارع المحبط بسبب سياسات التطبيع وانفتاح بعض الأنظمة العربية على دولة الاحتلال.

ولفت إلى موقف مصر المتقدم، معتبرًا زيارة رئيس الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق إلى غزة وتعزيته بالشهداء لها دلالات سياسية كبيرة، وشكلت رسالة بالغة الأهمية، مبينًا أن تطور الموقف المصري من الصراع العربي الإسرائيلي سيلقي بظلال إيجابية على الحالة العربية ككل.

وفيما يتعلق بعلاقة حركة حماس مع حزب الله اللبناني، قال نزال: إن "العلاقة مع حزب الله تشهد تحسنًا وتطورًا تدريجيًا، خصوصًا أننا تجاوزنا المرحلة السابقة المتعلقة بالخلاف في المنطقة العربية، وهناك ما هو مشترك بيننا وبين الحزب هو القضية الفلسطينية، وهذه القضية فيها توافق، ونحن نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه".

وحول جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة، أكد نزال أن هذا الملف يُراوح مكانه، بسبب الخلافات الداخلية الإسرائيلية والمزايدات التي تعوق أي تقدم فيه، مجددًا شرط حماس قبل الدخول في أي صفقة تبادل، وهو: الإفراج عن الأسرى المحررين الذين تم تحريرهم في "صفقة شاليط"، وأعيد أسرهم مرة أخرى.

وتمم نزال أن القدس جوهر القضية الفلسطينية وتمثل رمزيتها، وأن مواجهة تهويدها هو جزء من مواجهة القضية برمتها، علمًا أن انعكاسات أي مواجهة مع الاحتلال من شأنها أن تنعكس سلبًا أو إيجابًا على القدس المحتلة.

وقال: إن "المواجهة الأخيرة حملت إيجابيات إلى القدس كما العالم العربي والإسلامي، ولا شك في أن القدس هي أكثر المدن غليانًا، حيث إن أكثرية العمليات الفردية من دهس وطعن كلها حصلت فيها".

اخبار ذات صلة