دعا قائد التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح النائب محمد دحلان اليوم الثلاثاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتوجه فوراً إلى قطاع غزة والإعلان عن حكومة وحدة وطنية وعقد الإطار القيادي الموحد.
وقال دحلان في كلمته عبر الفيديو أمام الجماهير المشاركة في مهرجان نظمه التيار في ساحة السرايا وسط مدينة غزة: "الواهمون بإسقاط صفقة القرن بالكلام، عليهم أن يحولوا ذلك إلى سلوك، وأدعو أبا مازن للتحرك الى غزة لإعلان حكومة الوحدة الوطنية".
وأضاف "كان مخططاً أن نلتقي الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى الشهيد أبو عمار، لولا تنفيذ المحتل عمليته الغادرة، فغزة الأبية وأهلها يأبون أن يمر الغدر وردت الصاع صاعين وأكثر، فكل التحية للصامدين المدافعين عن أسوار غزة وكرامتها".
واعتبر أن (إسرائيل) أدركت أن أسوار غزة أقوى من أسوار المقاطعة، معتبراً أن الشهيد عرفات لو كان حياً بينكم لتقدم الصفوف ببندقيته المقاتلة وكوفيته.
وخاطب دحلان أنصاره قائلاً: "هذا الحشد يبين للعالم أن نهجكم الإصلاحي هو تيار وطني جارف، يسعى لاستعادة فتح من مختطفيها وإعادة البوصلة الوطنية إلى طريقها الصحيح من خلال الشراكة الوطنية مع جميع الفصائل، وبرنامج كفاحي يضمن استقلالنا الوطني".
وتابع "بعد 14 عاماً على استشهاد أبا عمار، لا تزال تجربته ماثلة أمامنا نستحضرها للمقارنة بين عهده وبين هذه السنوات العجاف وحالة التيه السياسي التي نعيشها".
وأكد أن غزة تحملت الكثير من المعاناة ودفعت ثمن الانقسام البغيض واكتوت بنار الحصار الظالم، مستدركاً أن القادم أفضل بعزيمة أهل غزة وإرادتهم الصلبة وتمسككم بنهج الإصلاح في حركة فتح.
وقال إن "الغد سيحمل معه الخير لشعبنا ولحركة فتح وسينكسر الحصار والانقسام والعقوبات الظالمة".
وأضاف أن التركيز على إنقاذ وإنعاش غزة لن يجعلنا نفقد بوصلتنا فواجب الدفاع عن الأرض واجب مقدس، ولن ننسى قدسية واجبنا تجاه الدفاع عن تهويد القدس ومواجهات الانقسام والحصار وواقع الانقسام المرير في المخيمات اللبنانية، والتغول على قضيتنا من خلال محاولات الإدارة الأمريكية ذلك.
وشدد على أنه سيواصل دعم وتعزيز المقاومة الشعبية كأسلوب ناجع في مواجهة الاحتلال، قائلاً: "يجب دعم المقاومة الشعبية التي تجلب الدعم الدولي وتقلل الخسائر البشرية إلى أدنى حد.
ودحلان كان قد فصلته فتح في منتصف عام 2011، ويقيم حالياً في دولة الإمارات.
واشتدت حدة الخلافات بين دحلان وعباس قبل أربعة أعوام، حيث اتهم عباس دحلان في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح بالتخابر مع (إسرائيل)، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية والمشاركة في اغتيال الراحل ياسر عرفات، وهو الأمر الذي نفاه دحلان، متهما ًعباس بتحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية.