قائمة الموقع

​أهالي الأسرى..حكايات من الألم والصبروحلم بوعد المقاومة

2018-11-20T09:49:58+02:00
جانب من الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى "رمضان الأغا"

"الأسير قالها.. ثورة واحنا رجالها، في السجون صامدين وعن الأكل مضربين"، هتافات صدحت بها حناجر أهالي الأسرى في قطاع غزة، تعبيرًا عن فخرهم بالأسرى ورفضًا لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم.

رويدًا رويدًا تتعالى أصوات الأهالي، يرفعون شارات النصر بشمائلهم بينما تحتضن أيمانهم صور فلذات أكبادهم القابعين خلف زنازين الظلم الإسرائيلية.

عند مدخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر جلست الحاجة انتصار أبو سعيدة (65 عامًا) والدة الأسير مرعي، تحتضن صورة نجلها، علّها تُعطيه شيئًا من مشاعر الحنان والشوق التي حرمها إياها السجان الإسرائيلي.

هي سياسة الحرمان والقهر لأمهات لم يعتدن على فراق فلذات الأكباد مهما طالت سنوات البعد، فـ" انتصار أبو سعيدة" تُحرَم من زيارة ابنها القابع في سجن "رامون" الصحراوي، ويقضي هناك 11 مؤبدًا منذ أسره في عام 2004.

تقول: "لم أزره سوى مرة واحدة منذ سُجن عند الاحتلال"، وبلوعة اشتياق تضيف: "مشتقاله ونفسي أشوفه".

وتُرسل الستينية رسالة ألم ممزوجة بالأمل والصمود لنجلها: "اصبر وصابر يما، انتوا قهرتوا السجان، وإن شاء الله الفرج قريب وننتظر صفقة وفاء أحرار مشرفة".

وخلال حديثها لم تنسَ أبو سعيدة، أن تُرسل رسالة أخرى خصّت بها الأسير نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ39 في سجون الاحتلال قائلةً: "ألف تحية للأسير نائل الذي قهر الاحتلال بصموده (..) اصبر وإن شاء الله الفرج قريب".

هو المصاب نفسه والمشاعر ذاتها التي جمعت "أبو سعيدة" مع "أم عمر وادي" على كرسي واحد خلال الاعتصام الأسبوعي للأسرى في مقر اللجنة الدولية بمدينة غزة.

وتوضح "وادي" (51 عامًا) أنها ممنوعة من زيارة نجلها عمر في سجن "ريمون" منذ ثلاث سنوات، حيث يقضي حكمًا بالسجن 18 سنة، مضى منها خمس".

"والله كثير 3 سنوات ما أشوف ابني ولا أحضنه، ما في حدا بحس بقلب الأم" هكذا تُعبر وادي عن مشاعر الحرمان دون أن توضح سلطات الاحتلال أي أسباب تُذكر.

وتتساءل بحُرقة: "لماذا نمنع من زيارة أبنائنا في سجون الاحتلال دون أي سبب يُذكر؟"، لكنها تستدرك متمالكة دموعًا احتبست في صدرها لترد بصوت الواثق بالحرية "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وأملنا في المقاومة أن تحرر جميع الأسرى".

وتطلب وادي من الجهات المعنية كافة الضغط على سلطات الاحتلال لرفع الحظر الأمني عن العشرات من الأسرى الذين يحرمون من أدنى الحقوق الإنسانية التي أقرتها المواثيق الدولية.

على الجانب الآخر جلس والد الأسير "دفاع أبو عاذرة" القابع في سجن "نفحة" الصحراوي، يروي قصة لا تختلف عن حال أهالي العشرات من الأسرى حوله.

يقول: "ابني دفاع محكوم 28 سنة، مضى منها 11 وخلال تلك المدة زرت ابني ثلاث مرات فقط".

ويشير إلى أن أمل أهالي الأسرى لا ينقطع "فتحرير أبنائنا قريب"، طالبًا من جميع الأسرى في سجون الاحتلال التماسك والوحدة بمواجهة غطرسة السجان.

ويوجه رسالة للأسير نائل البرغوثي وجميع الأسرى في السجون "اصبروا فإن المقاومة لن تخيّب آمالكم بإذن الله، بصفقة وفاء أحرار ثانية".

تلك ثلاث صور لأهالي الأسرى من غزة لكنها بكل تأكيد تشهد على مأساة الآلاف منهم في سجون الاحتلال التي تحتجز بين جنباتها الـ23 نحو 6500 أسير فلسطيني، لكل واحد منهم قصة ألم وحرمان وصمود، وحلم بوعد المقاومة بتبييض السجون.

اخبار ذات صلة