فلسطين أون لاين

ما تشميع الأذن؟

...
صورة تعبيرية
وكالات - فلسطين أون لاين

يدعي المدافعون عن ممارسة تشميع الأذن -وهي عملية تقحم فيها شمعة مشتعلة داخل الأذن- أن بإمكانها معالجة العديد من الحالات المرضية، ومن ذلك انسداد الأذن بالشمع حتى مرض السرطان.

لكن هذه الممارسة غير آمنة وغير معترف بها، مع أن هناك مزاعم بأن الحرارة المتأتية من الشمعة من المفترض أن تدفع شمع الأذن وشوائب أخرى خارج الأذن.

وبهذا التقرير الذي نشره موقع (ميديكال نيوز توداي) تطرقت الكاتبة جينيفير هاوزن إلى تعريف هذه الممارسة، أي تشميع الأذن، وهل هي آمنة، وما العواقب الوخيمة التي من المرجح أن تنجر عنها؟

ما تشميع الأذن؟

أوردت الكاتبة أن تشميع الأذن -ويعرف بإقحام شمعة مشتعلة على شكل مخروط في الأذن- علاج بديل يلجأ إليه بعضٌ للتخلص من الشوائب، والشمع العالق داخل الأذن، ويبلغ طول الشمعة المعتمدة خلال هذه الممارسة 10 إنشات، وهي مجوفة ومدببة.

ويعمد الشخص إلى إشعال نهاية الشمعة بعد إدخالها في الأذن، علمًا أنها عادة ما تصنع من نسيج منقوع في الشمع، أو مزيج من المواد التي تكون عادة البرافين وشمع العسل.

وعند تطبيق هذه الممارسة يستلقي الشخص على الجانب الأيمن أو الأيسر، ثم تقحم شمعة داخل الأذن، وعادة ما توضع حول الأذن ورقة أو ورق فويل أو قطعة من البلاستيك بشكل دائري، لمنع الشمع من إلحاق الأذى بالوجه أو الرقبة أو الشعر، إذا ما تساقط من الأذن.

وبمجرد تثبيت الشمعة والحماية سيعمد شخص ما إلى إشعال الشمعة مدة 10 -20 دقيقة.

وأكدت الكاتبة أنه لم يثبت علميًّا أي فوائد تذكر لتشميع الأذن، ولكن مصنعي الشمع المستخدم في خضم هذه العملية والممارسين لها يصرون على أن هناك العديد من الفوائد لتشميع الأذن، في حين يدعي بعض المصنعين أن هذه الممارسة من شأنها العلاج والمساهمة في شفاء أنواع من مرض السرطان، وهي ادعاءات تفتقر لأي دليل فعلي.

ويدعي مصنعو الشمع المخصص لتشميع الأذن وداعمو هذه الممارسة أن الشمعة المضاءة تخلق قدرًا من الحرارة لتوليد حالة امتصاص من شأنها استخراج كل الشوائب وشمع الأذن العالقين بالقناة السمعية، ولكن هذه الادعاءات غير منطقية، ولا يوجد أي دراسة أو دليل في الوقت الراهن يثبتان أن تشميع الأذن يحقق هذه الفوائد المزعومة.

وبينت الكاتبة أن كثيرين لا يحبذون شمع الأذن، لكنه آلية تنظيف وتشحيم ذاتية، ومادة مضادة للبكتيريا التي قد تجتاح القناة السمعية، وعادة ما يعاني الذين لا يوجد داخل آذانهم كمية كافية من شمع الأذن من الجفاف والشعور بالحكة على مستوى الأذن، ومن المثير أن الأذن تتخلص تلقائيًّا من شمع الأذن العالق بالقناة السمعية في أثناء القيام بحركات معينة مثل المضغ والبلع.

في المقابل قد يتراكم شمع الأذن داخل القناة السمعية، ويحدث عادة إذا كان الشخص غالبًا ما يحشر أصابعه بأذنيه، ما يتسبب في دفع شمع الأذن إلى عمق القناة، وقد يتسبب أي شيء يضعه الفرد في أذنه من المسحة القطنية إلى مشبك الورق في مزيد من تكتل شمع الأذن بالقناة السمعية.

هل هي آمنة؟

تعد إدارة الغذاء والدواء الأميركية تشميع الأذن عملية غير آمنة، وقد دأبت هذه الإدارة على التحذير من مغبة الخضوع لعملية تشميع الأذن، وتأكيد ضرورة الابتعاد عنها وعن أي منتجات على صلة بها منذ مطلع سنة 2010م، وتوجد العديد من المخاطر المرتبطة بتشميع الأذن، ولا يوجد أي فوائد مثبتة علميًّا بشأن هذه الممارسة.

ففي دراسة نشرت سنة 2015م انتابت آلام كبيرة طفلًا يبلغ من العمر 16 سنة بعد أن خضع لعملية تشميع لأذنيه للتخلص من الحساسية، وبدأ سمعه يضعف تدريجًا، وقد استدعى الأمر عرضه على الطبيب الذي أزال العديد من مخلفات شمعة عالقة في طبلة الأذن.

وتأخذ إدارة الدواء الأميركية المخاطر الناتجة عن تشميع الأذن جديًّا، وبهذا الصدد أرسلت تحذيرًا لمصنعي وبائعي التجزئة الذين يعملون في مجال الشمع المخصص لعملية تشميع الأذن، وحجزت كميات من المنتجات ذات الصلة، وقد شمل الأمر ممارسي عملية تشميع الأذن.

المخاطر والعواقب

وحذرت أبرز السلطات الصحية مثل إدارة الغذاء الأميركية من مخاطر استخدام الشمع في عملية تشميع الأذن، على امتداد العديد من السنوات.

ومن المخاطر المحتملة والعواقب الكارثية: حرق الوجه أو الرقبة أو طبلة الأذن أو الأذن الوسطى أو القناة السمعية بسبب الشمع الساخن أو الرماد الذي قد يحدث حرقًا، وثقب طبلة الأذن، وسد الأذن بمخلفات الشمع، ونزف الأذن، والإصابة بالتهابات ثانوية، والمعاناة من ضعف السمع مؤقتًا، وتطوير حالة التهاب الأذن الخارجية، والإضرار بالأذن الوسطى.

وأكدت الكاتبة أن هذه المخاطر تصبح أكثر حدة في حال أخضع الأطفال لتشميع الأذن، فإنهم غالبًا ما يتحركون في أثناء عملية التشميع، ما قد يتسبب في سقوط الشمع الساخن أو الرماد خارج منطقة الحماية، فضلًا عن ذلك يملك الأطفال قنوات أذن أصغر حجمًا مقارنة بالبالغين، ما يجعلهم أكثر عرضة للانسدادات على مستوى الأذن.

بممارسة تشميع الأذن عوضًا عن اللجوء إلى الرعاية الصحية قد يتسبب الأفراد في جعل الالتهابات الخفية أو أي مشاكل أخرى تستوجب تدخلًا طبيًّا فعليًّا تزداد سوءًا.

وشددت الكاتبة على أنه يجب الانتباه إلى أن تشميع الأذن علاج بديل غير مثبت علميًّا، وبذلك هو غير آمن، وقد حذرت إدارة الدواء الأميركية الأفراد من تشميع الأذن، خاصة أنها قد تكون خطيرة على الأطفال والبالغين على حد سواء.