قائمة الموقع

​"هم صحتنا" مبادرة لتكريم عامل النظافة

2018-11-19T10:25:40+02:00

عمال النظافة عنصر مهم بالمجتمع، ولا يمكن تخيل حجم الكارثة الصحية التي ستنشأ، لو غابوا، فمع ساعات الفجر يذهبون إلى ممارسة أعمالهم والناس نيام، نستيقظ جميعًا ونرى أكياس القمامة أزيلت من الطرقات، وكنست الشوارع، يعملون تحت المطر، رغم برودة الطقس، يقومون بدورهم على أكمل وجه، كان ذلك دافعًا إلى مبادرتين غزيتين لإطلاق حملة بعنوان: "هم صحتنا" لتكريم عمال النظافة.

حضر العمال دون علمهم بالتكريم أرض ساحة الكتيبة بمدينة غزة، نسق فريق المبادرة لذلك مع إدارة بلدية غزة، استغرب العمال حجم وجودهم بالعشرات في هذا المكان، "ما الذي يحدث؟!" كانوا يتهامسون فيما بينهم، الساعة الثامنة صباحًا فاجأت صاحبة المبادرة عايدة أبو شنب وفريقها عمال النظافة المنتشرين في المكان لتنظيف الطريق بتقديم هدية رمزية لهم، وإقامة احتفال لتكريمهم.

احتفال ومفاجأة

الأشجار من حول العمال مزينة بالبالونات، مع بعض الحلوى، والأغاني الوطنية، بمشاركة أطفال صغار، هكذا كان الاحتفال الذي نظمته أبو شنب وفريقها.

ترسم تعابير وجه العامل محمد معروف (27 عامًا) لوحة سعادة فردت على وجنتيه، وهو يقول بلهجة عامية: "الواحد بنبسط شوية وبشعر بالتكريم"، ورسالته أن تتحسن رواتبهم وأن تنتظم، أما ناصر حمدان (47 عامًا) الذي يجلس على مقربة من سابقه وأمامه الأطفال يستعدون لتقديم الهدايا لهم لا يخفي أنه تفاجأ بهذه المبادرة، قائلًا: "إنها تعزز الروح المعنوية لدينا، وتشعرنا بتقدير المجتمع".

التكريم يمثل للعامل أيوب الزرد الذي يحمل وسمًا (هاشتاق) مكتوبًا عليه: "هم صحتنا" مبادرة جميلة، يتمنى أن تتعزز وتستمر، وتزيد من تقدير المجتمع للعامل بتعزيز المصطلحات المناسبة عند الحديث إلى عامل النظافة.

في بداية الأمر أطلقت أبو شنب وفريقها حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: "هم صحتنا"، اعتقد معظم من شارك في الحملة بتغريداتهم وتفاعلاتهم أن المقصودين من هذه الحملة هم الأجداد وكبار السن، أو الأطباء، ليتفاجأ الجميع أن المقصودين هم عمال النظافة.

شيء جديد

أرادت أبو شنب (وهي عضو في فريق "مبادرات رواد التغيير") وزميلتها ياسمين الشرباصي أن تفعلا شيئًا جديدًا يسهم في إحداث نقلة نوعية، وأن تساهما في تعزيز الاهتمام المجتمعي بعامل النظافة.

في البداية أطلقتا مبادرة بعنوان: "حياة وأمل" لتعزيز القيم الأخلاقية في المدارس والمجتمع، فقررتا أن تطبقا الفكرة بالميدان على أرض الواقع، فكان عمال النظافة في نظرهن أحق الناس في ذلك، تقول أبو شنب: "قدمنا شيئًا بسيطًا لعمال النظافة، وأدخلنا بهذه المبادرة البهجة والسرور عليهم، فعلًا رأينا سعادة كبيرة رسمت على وجوههم".

القيمة التقديرية لها أثر في النفس أكبر من الهدية المادية، كانت تلك رسالة المبادرة، التي وصلت وكان أثرها واضحًا على تعابير العمال، الذين عبروا عن سعادتهم بها، وتضيف أبو شنب: "إننا بهذا نهدف لتعزيز روح العمل الجماعي، والقيم المجتمعية".

عامل النظافة عدته المبادرتان أهم شخص بالمجتمع، فغياب عامل النظافة عن القيام بدوره سيؤدي حتمًا إلى انتشار الأوبئة، خاصة أنه يتقاضى راتبًا قليلًا على مهنة شريفة.

نجحت المبادرتان بلمسة بسيطة في رسمة بسمة على وجوه العمال، لم يكن الاحتفال كبيرًا، لكنه ترك أثرًا نفسيًّا استقبله العمال بحفاوة، وهذا يدعو إلى تعزيز وتطوير هذه الأفكار والمبادرات الخاصة بعامل النظافة، مع تعزيز التربية الثقافة في كيفية التعامل مع العامل، كما يحدث في الدول المتطورة، كاليابان التي تكرم عمال النظافة بما يليق بهم.

اخبار ذات صلة