قائمة الموقع

​الاحتفال بذكرى المولد النبوي جائز.. بشرط؟

2018-11-19T10:17:46+02:00

في شهر ربيع الأول من كل عام هجري يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي، وتختلف صور الاحتفال من بلد إلى آخر، وربما يمتد الاحتفال في داخل البلد الواحد، فبعض يصنع الحلوى ويوزعها على الناس ابتهاجًا واحتفالًا بذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وآخرون يقيمون الولائم وحفلات المديح والذكر، فما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟

التعبير عن المحبة

أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية الاستاذ الدكتور ماهر الحولي قال: "إن حب النبي (صلى الله عليه وسلم) من كمال الإيمان؛ فهو الكريم الذي قال لنا: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده"، والتعبير عن محبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) يكون باتباع سنته ومنهجه وسيرته العطرة وفق الطريقة التي كان يسير عليها".

وأضاف الحولي: "لذلك إن التعبير عن حب النبي (صلى الله عليه وسلم) يكون بوسائل متعددة منسجمة مع سنته، كالصلاة عليه، والالتزام بآدابه وأخلاقه، والنهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، وحسن المعاملات مع الناس، وتمثلها قولًا وفعلًا".

ضوابط وشروط

وتابع قوله: "من الجميل أن نعبر عما بداخلنا من محبة للنبي الكريم في ذكرى مولده، وهذه المحبة تتجدد في كل عام؛ فهي محطة لتجديد العهد مع الله (تعالى) على أن يسير الإنسان على نهج النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن ذلك يجوز الاحتفال بذكرى ميلاد النبي وفق ضوابط وبشروط لا ينبغي أن يحيد عنها الإنسان".

وشدد الحولي على ضرورة أن تكون ذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) محطة إيمانية يتزود منها الإنسان بقية العام، ويجدد فيها عهده مع الله على السير على منهج القرآن وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم).

ونبه أستاذ الفقه المقارن إلى أن هذه المحطة يجب أن يجدد فيها الإنسان مبدأ المحاسبة والمراجعة، وكأنه على مفرق طريق يريد أن يعرف أين المصير وكيف المسير.

وقال: "إذا كان الاحتفال ضمن هذه المعاني يجوز أن نحتفل بذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ لتكون المحطات مدارسة لسيرة النبي الكريم، وذكر مناقبه (عليه الصلاة والسلام) من أجل السير عليها".

المخالفات الشرعية

وأكد الحولي ضرورة أن يكون الاحتفال بذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) خاليًا من المخالفات الشرعية، مضيفًا: "الاحتفال يجب أن يكون ضمن نقاط معينة، فإذا نظموا مديحًا للرسول أو ذكروا مناقبه على هيئة أشعار فلا بأس بذلك".

واستدرك بقوله: "لكن حينما يكون هناك نوع من المجون والاختلاط في الاحتفال بين النساء والرجال، أو العبادات الشركية التي يتبعها بعض في الاحتفال؛ فهذا مرفوض تمامًا ولا يجوز".

وتابع قوله: "الصورة الصحيحة التي يجب أن يكون عليها الاحتفال هي تلاوة القرآن، وذكر فضائل النبي ومولده، وإنشاد بعض الشعر في مدحه (عليه الصلاة والسلام)".

اخبار ذات صلة