قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الحمد الله، يوسف ادعيس، إن وزارته تبذل جهودًا مكثفة مع السلطات المصرية لاستئناف تسيير رحلات العمرة من قطاع غزة للديار الحجازية.

وأوضح ادعيس في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الجهود لم تتوقف منذ نهاية موسم الحج، معبرًا عن أمله في أن تسفر عن نتائج ملموسة يُعلن من خلالها عن بدء موسم عمرة للمواطنين في القطاع.

وأكد أن السلطات المصرية لم تُبلغ السفارة الفلسطينية في القاهرة أي قرار بتسيير رحلات عمرة عبر معبر رفح البري، مشيرًا لعقد لقاءات عدة في هذا الشأن ما بين ممثلي وزارته والسفارة الفلسطينية مع الجانب المصري.

ولفت ادعيس إلى أنه لا علاقة للخلافات السياسية بتوقف ملف العمرة، مشيرًا إلى أن إغلاق معبر رفح السنوات الماضية وفتحه استثنائيًّا، كان بمنزلة النقطة الأبرز لتوقف رحلات العمرة، في حين أن فتحه قبل عدة أشهر بشكل مستمر أعاد التواصل مع الجانب المصري لاستئنافه مرة أخرى.

وكانت آخر رحلة عمرة خرجت من قطاع غزة للديار الحجازية عبر معبر رفح البري لأداء مناسك العمرة في يوليو/ تموز 2014، بمعدل 15000 معتمر سنويًّا.

وإبان موسم الحج في أغسطس/ آب الماضي، صرح ادعيس خلال تفقده أماكن إقامة حجاج قطاع غزة في مكة المكرمة، بأنه سيُعاد تسيير رحلات العمرة من القطاع بعد انتهاء موسم الحج بوقت قصير، إلا أن ذلك لم يحدث.

بدوره أكد مدير جمعية شركات الحج والعمرة بغزة، عوض أبو مذكور، أن الشركات تتحمّل خسائر مادية فادحة من جراء تعطل رحلات العمرة للعام الخامس على التوالي.

ووصف أبو مذكور لـ"فلسطين" أوضاع الشركات بـ"المدمر والمنهار"، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون دولار أمريكي خسائر تتحملها نحو 75 شركة في القطاع سنويًّا، في سياق دفع أجرة المقرات والموظفين العاملين لديها والنفقات التشغيلية الأخرى.

ونبه إلى أن الشركات الائتلافية كل على حدة، وفي سياق التزاماتها مع الجانب السعودي، تدفع 5 آلاف دولار أمريكي في إطار تعاقدها مع شركات المملكة لاستضافة المعتمرين من قطاع غزة، دون أي وجه استفادة بسبب إغلاق معبر رفح.

وذكر أبو مذكور أن هذا الموسم هو الموسم الخامس على التوالي الذي تتوقف فيه الشركات عن تسيير رحلات العمرة للمملكة السعودية، مضيفًا "رغم هذا الحال لا يزال الأمل يراود الشركات لفتح معبر رفح أمام رحلاتها، لا سيما أن الوقت لا يزال فيه متسع وصولًا لشهر رمضان".

ولفت إلى أن المواطنين المسجلين للعمرة في آخر مرة جرى فيها فتح باب التسجيل، تعدى عددهم 12 ألفًا، بيد أن الشركات أغلقت باب التسجيل في ظل عدم وجود رؤية واضحة لفتح معبر رفح البري لاستئناف هذه الرحلات.

ودعا أبو مذكور الجهات الفلسطينية المسؤولة إلى بذل جهود أكبر مع الجانب المصري لاستئناف تسيير رحلات العمرة من غزة، مشددًا على أن الشركات لا تزال تنتظر قرارًا رسميًّا بفتح معبر رفح أمام رحلاتها لتخفف من حجم الخسائر التي تلحقها.

وفي وقت سابق، نظمت جمعية وكلاء السياحة والسفر وقفة احتجاجية بغزة؛ بسبب توقف موسم العمرة، واستمرار الحصار الخانق منذ 12 عامًا، وتأزم قطاعاته وخاصة القطاع السياحي.