قال المسؤول الإعلامي في مركز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، علاء البرغوثي، إنّ المعطيات الميدانية تشير إلى أنّ نحو 80% من منازل ومنشآت مخيم اليرموك للاجئين جنوب العاصمة السورية دمشق تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي.
وأوضح البرغوثي لصحيفة "فلسطين"، أنّ تناوب مسؤولين سوريين وفلسطينيين مؤخرًا، على إطلاق تصريحات عن قرب عودة أهالي "اليرموك" المهجرين والنازحين إلى منازلهم، "تكذبها الوقائع"، مشيرًا إلى أنّ المخيم غير صالح للسكن حالياً ويحتاج إعادة تأهيل للبنى التحتية، ولم يشهد أي فعل لإعادة إعماره ليتم عودة السكان إليه.
ولفت إلى أنّ النظام السوري يمنع فعليًا عودة السكان الفلسطينيين للمخيم بحجة "الإعمار"، مشددًا في ذات السياق على أنّ إعمار "اليرموك" تحول لـ"ورقة سياسية".
وأشار البرغوثي إلى أنّ ملف الإعمار بشكل كامل في سورية جرى تسييسه، وتدويله، وأن الحقائق تشير إلى أنّ إعادة إعمار "اليرموك" مرتبطة بهذا الأمر.
وذكر أنّ حديث منظمة التحرير الفلسطينية عن إعادة إعمار مخيم اليرموك، وبذلها للجهود المضنية لتوفير الأموال اللازمة، "غير دقيق"، متوقعًا أن تستمر الأطراف في الحديث عن إعادة الإعمار دون أي رصيد أو نتائج على الأرض.
وأشار البرغوثي إلى أن عملية إعادة إعمار مخيم اليرموك أو أي من المخيمات المدمرة غالبا ما تحيطها الهواجس، وأن هكذا عملية تحتاج سنوات طويلة حيث إن التجربة التي مر بها مخيم نهر البارد في لبنان وغيره من المخيمات تؤكد هذا الأمر.
وأكد أن مخيم اليرموك تعرض ومنذ بداية الحرب السورية إلى عملية تدمير ممنهج، واستخدام مفرط في القوة العسكرية تجاهه، وقد تعرضت مساكن المخيم ومشافيه ومساجده ومدارسه، بما فيها مدارس وكالة "الأونروا" لدمار كبير.
وبين البرغوثي أنه وبعد فرض النظام سيطرته على مخيم اليرموك في مايو 2018، ظهر الدمار الكبير الذي تسببت به العمليات العسكرية، بينما تعرض ما تبقى منه للسرقة والنهب على يد عناصر الجيش النظامي والمجموعات الموالية.
وكان نائب وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، أبلغ الفصائل الفلسطينية في دمشق في الأول من الشهر الجاري، أن النظام قرر رسميًا عودة جميع سكان مخيم اليرموك إليه.
وسيطر النظام السوري على "اليرموك" في 19 من أبريل/ نيسان الماضي، بعد عملية عسكرية استهدفت المخيم على مدار 33 يوما، وهو ما عرض المخيم لتدمير إضافي خلال فترة حصاره، وعملية تهجير كاملة لسكانه.
وقبل بدء الحرب السورية كان يعيش في مخيم اليرموك نحو 144 ألف لاجئ فلسطيني، وقد حظي المخيم بمكانة كبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين في سورية ودول الجوار، وكان يطلق عليه "عاصمة الشتات الفلسطيني".