قال الإعلامي المذيع الفلسطيني الشهير في قناة الجزيرة جمال ريان، إن غزة هي عنوان القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن أهلها لديهم القدرة على تحمل "المزيد من الصعاب" لإفشال أي مشاريع تحاك ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصًا اللاجئين منهم بالخارج.
ووصف ريان، خلال حديثه لموفد صحيفة فلسطين إلى مؤتمر "تواصل 3" المنعقد في مدينة إسطنبول في تركيا، غزةَ بأنها "عنوان البطولة والكرم والشهامة"، مضيفًا أن "فيها رجالاً".
وتمنى ريان زيارة "غزة هاشم" قريبًا، وقد رُفع عنها الحصار الإسرائيلي كاملا، لافتًا الانتباه إلى أنه زارها مرة أولى أثناء انتخابات الرئاسة الفلسطينية في 2005م، وقال: "لا زلت أتذكر حجم المعاناة التي يعانيها الشعب بغزة".
وخاطب المذيع الفلسطيني سكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة مليوني نسمة بالقول: "قلوبنا معكم، وأنا ممن لا يتوقفون عن المشاركة في كل المؤتمرات التي تعقد في الخارج لدعم القضية الفلسطينية، وخاصة التبرعات التي تجمع في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لدعمكم".
وبشأن ما يجري من محاولات لترسيخ التطبيع بين (إسرائيل) ودول عربية، نبه إلى أن التطبيع "لن يمضي يومًا ما" وفقط ما يجري يتم على مستوى الأنظمة الحاكمة بعيدًا عن الشعوب، مستحضرًا نموذجي اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين القاهرة و(تل أبيب) في عام 1978م وقد حاولت الأخيرة التطبيع على المستوى الشعبي لكنها لم تستطع، كما قال. وأضاف أن الشيء ذاته ينطبق على الأردن التي ترتبط بمعاهدة سلام وقعت في عام 1994م والمعروفة بمعاهدة وادي عربة. وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار سلطنة عمان نهاية أكتوبر الماضي ثم تبعت ذلك زيارات مسؤولين إسرائيليين لدول خليجية أخرى.
وأكد ريان أن ما يجري حاليًا من محاولات لفرض التطبيع أمرا واقعا على الشعب الفلسطيني عبر ما تعرف بـ"صفقة القرن" الأمريكية لن ينجح.
وعزا ذلك إلى أن الحلول المطروحة تتم من طرف واحد وبعيدًا عن موافقة الشعب الفلسطيني.
ولفت الانتباه إلى وجود ضغوط تمارس لتمرير "صفقة القرن"، منها ما طبق فعليًا كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس منتصف مايو وإقرار برلمان الاحتلال "الكنيست" ما يعرف بـ"قانون القومية اليهودية" نهاية يوليو.
وأضاف المذيع الفلسطيني: "يحاولون حاليًا إغداق غزة بالأموال والاستثمارات على حساب مبادئ سياسية للفلسطينيين وأرضهم"، متابعًا أنهم يسعون للحصول على غطاء سياسي لهذا عبر توطين الشعب الفلسطيني في المناطق التي يعيش فيها، لكنه جزم بأن ذلك "لن يحدث".
وشدد على أن الفلسطيني يريد أرضه التي طرد منها بقوة السلاح في عام 1948م. وقال إن حق العودة حق شخصي لا يحق لأحد أن يقرر فيه بالنيابة عن صاحبه.
وأشاد بمؤتمر تواصل والقائمين عليه، مؤكدًا أنه عنوان لكل الفلسطينيين في الخارج، قائلًا إن سبعة ملايين فلسطيني في الخارج يريدون العودة إلى أراضيهم، مشددًا على أن ما أسماها "سياسة إملاءات الحلول" لن تجدي نفعا "لأن فلسطين ستعود بإذن الله".
وجمال ريان فلسطيني مقدم أول نشرة إخبارية على قناة الجزيرة عام 1996 ولد في مدينة طولكرم في 23 أغسطس 1953م، وبرز نجمه كإعلامي مدافع عن حقوق الفلسطينيين بشدة عند إجرائه مقابلات مع خصوم القضية الفلسطينية.