كشف قيادي عسكري في غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي أخفى خسائر فادحة تكبدها خلال صد المقاومة عدوانه الأخير على قطاع غزة.
وقال القيادي العسكري في تصريحات خاصة بصحيفة "فلسطين"، مفضلا عدم كشف اسمه: "في جولة الـ 40 ساعة (التي تخللها العدوان الاحتلالي) كبدت المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني خسائر كبيرة، وتلقى ضربات كبيرة، ما زال يخفي آثارها"، مؤكداً أن المقاومة وإمكاناتها في تطور كبير.
وفكرة تأسيس غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، كجسم عسكري ميداني، مستمدة من العمليات الفدائية والاستشهادية المشتركة بين الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، لينطلق تشكيل جسمها الحقيقي على يد نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد أحمد الجعبري.
وتطور أداء عمل الغرفة بعد استشهاد الجعبري في2012، وتجسدت في صد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 2014، لتظهر معالمها واضحة وقوية في الميدان والإعلام خلال جولات التصعيد الأخيرة على قطاع غزة، إذ يوضح أحد قادة غرفة العمليات المشتركة في حديث لـ "فلسطين" أن العلاقات الجهادية بين فصائل المقاومة في الميدان رسخت فكرة عمل الغرفة، وازدادت الثقة في العمل المشترك، بعد أن امتزجت دماء المقاومين في أرض الميدان خلال تصديهم للعدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة.
وأضاف القيادي العسكري: "لا توجد عندنا استراحة مقاتل، بل نتسابق مع الزمن في كيفية الإعداد والتجهيز والتدريب، وإعداد المجاهد المقاوم إيمانياً وعسكرياً، ليبدع في الميدان ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد على أن "ما ظهر في الجولة الأخيرة ما هو إلا جزء يسير ويسير جداً من إمكانات وقوة المقاومة الفلسطينية".
وحول تفاصيل خضوع الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار بعد عدوانه الأخير، أوضح أن المقاومة نجحت في فرض معادلاتها على الاحتلال الإسرائيلي، في ثلاثة اتجاهات.
وقال: "يرجع فضل الانتصار لله أولاً، ثم لاحتضان شعبنا الفلسطيني للمقاومة الفلسطينية، والأداء الرائع لغرفة العمليات المشتركة التي أدارت المعركة بحكمة عالية، وتدريج واضح في توسيع القوة النارية الموجهة للاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "المقاومة تدرجت في التصعيد خطوة خطوة، تحت مظلة الكلمة الواحدة والرأي المتفق عليه، مع نجاح كبير في إخراج تلك الخطوات في الرد على الاحتلال الإسرائيلي إعلامياً"، موضحاً أن ضرب المقاومة الباص الإسرائيلي بالصاروخ الموجه "كورنيت" أوصل الرسالة للاحتلال.
وأردف: "ضرب "الكورنيت" كان رسالة بأن المقاومة ترصد أهدافها جيداً، وكان بالإمكان إيقاع عدد كبير جداً من الخسائر البشرية في صفوف الاحتلال الإسرائيلي"، مشدداً على أن الرسالة وصلت للاحتلال في حينها.
وقال: "رسالتنا: نحن لا نقاتل من أجل القتال، ولكن من أجل إيصال رسالة للعالم والاحتلال بأننا أشد قوة وبجزء من إمكاناتنا وصلت الرسالة، أنه إذا تقدمت قوات الاحتلال خطوة إلى غزة ستتلقى ضربات أصعب من ذلك".
وذكر أن غرفة العمليات المشتركة اتفقت مع ألوية الناصر صلاح الدين على إخراج فيديو عملية "كمين العلم" البطولية، قائلاً: "أداء العملية كان راقياً جداً، والتكتم على المسؤول المباشر عنها وموادها المرئية نجاح كبير".
وأضاف: "المقاومة أوصلت رسالة للاحتلال بـفيديو "كمين العلم" بأنها صادقة، وأن العدو كاذب أمام جمهوره الإسرائيلي، وإخفاء خسائره التي تلقاها خلال جولة الـ 40 ساعة، وجولات التصعيد السابقة".
وأكد أن مقطع الفيديو الذي نشر للإعلام أثبت فشل عقلية الاستخبارات الإسرائيلية، وخبراء المتفجرات وقيادته العسكرية والميدانية.
وقال: "عملية كمين العلم كانت رسالتها واضحة في جولة التصعيد، بعد محاولات الاحتلال التغول على أهالي قطاع غزة"، مؤكداً أن المقاومة أربكت العدو في كل مراحل جولة التصعيد القصيرة.
وأضاف: "ضربات المقاومة جعلت الاحتلال يفكر 100 ألف مرة في أن يقدم على خطوة لاجتياح قطاع غزة"، مستدلا على ذلك باجتماع مجلس الاحتلال الوزاري المصغر "الكابينت" الذي استمر لأكثر من خمس ساعات، وعجزه عن اتخاذ قرار بمواجهة المقاومة الفلسطينية.
رسائل
وعن الرسائل التي ترغب غرفة العمليات المشتركة بإرسالها للعدو الإسرائيلي، بعد انتهاء عدوانه على قطاع غزة وخضوعه لفصائل المقاومة، قال القيادي العسكري: "تدربوا وناوروا مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية، ولكن أنتم تتجهزون لكيفية الهروب من أرض فلسطين ولا وجود لكم هنا".
وأضاف القيادي العسكري: "العدو يحاول أن يسخر كل إمكاناته للقضاء على المقاومة الفلسطينية، إلا أنها وصلت إلى مستوى راقٍ في الأداء والإمكانات، وبتجاربها واكبت وراكمت قوتها"، مؤكداً أن المقاومة على أرضها تطور سلاحها، وتبتكر وسائل تحت الأرض وفوقها، ولقنت العدو دروساً لا يستهان بها.
ووجه رسالة مهمة من الغرفة المشتركة إلى الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، قائلاً: "نحن درع واقٍ وسيف حامٍ، وخدمٌ لأبناء شعبنا ولن نستكين حتى تحرير أرض فلسطين كاملة، ولن نفرط بالثوابت، والمقاومة بخير".
وأضاف: "المقاومة جاهزة في أي لحظة للدفاع عن أبناء شعبنا وبكل ما تسخره من إمكانات"، مشدداً على أنها الدرع الحامي لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.
وثمن القيادي العسكري جهود الهيئة الوطنية العليا للمسيرات، ودورها الوطني الراقي، قائلاً: "مسيرات العودة قدمت نموذج العلم الفلسطيني الموحد، الذي نقاتل تحت رايته في غرفة العمليات المشتركة".