فلسطين أون لاين

"قصف الحافلة"و"كمين العلم"..إيلام للاحتلال

...
غزة - خضر عبد العال

أعاد كثير من الفلسطينيين مشاهدة مقطعي فيديو يظهر أحدهما قصف حافلة نقل جنود شرقي جباليا، والآخر يوثق مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في عملية "كمين العلم"، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، لما يمثلانه من تطور نوعي في أداء المقاومة العسكري والإعلامي على حد سواء.

وعبّر الفلسطينيون عن فرحتهم بعمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أثناء تصديها للعدوان من خلال تفاعلهم الكبير مع مقطعي الفيديو.

وبدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا ضد قطاع غزة الأحد الماضي بمحاولة تسلل قوة خاصة احتلالية شرقي خانيونس، اكتشفتها المقاومة، قبل أن يدور اشتباك وتشهد المنطقة قصفا إسرائيليا، أسفرا عن استشهاد ستة من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبرزهم القائد نور بركة، إضافة إلى مقاتل من ألوية الناصر صلاح الدين، في حين قتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل وأصيب آخر بجراح خطرة.

ويرى مراقبون أن عمليتي قصف حافلة نقل الجنود وكمين العلم نوعيتان على المستويين العسكري والإعلامي أخرجتهما المقاومة بطريقة ذكية وتكتيك مميز.

الكاتب والباحث السياسي في الشأن الفلسطيني حسن أبو شمالة، أوضح أن قدرات المقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة لا سيما منذ 2008 وحتى 2018، في تطوّر ملحوظ، حيث الأداء العسكري المميز في رصد حركة جنود الاحتلال على حدود قطاع غزة، إلى جانب الإعلام الذي أضاف لمسات فنية لأعمال المقاومة زادتها قوة وتأثيرا.

وقال أبو شمالة لصحيفة "فلسطين":إن "الفلسطيني لمس ذلك من خلال ما شاهده من احترافية عالية الدقة سواء في تنفيذ العملية أو توثيقها وتصويرها، أو حتى في إخراجها"، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار التطوّر المستمر وصناعة القوة لدى المقاومة الفلسطينية مع مرور الوقت.

ومن المعروف أن الاحتلال يسعى دائما لادعاء النصر في أي جولة عدوان، إلا أن المقاومة الفلسطينية كما دوما قلبت المعادلة، وفرضت قواعد الاشتباك، وكانت يدها هي العليا.

وأكد أن ما نفذته المقاومة من عمليات نوعية يعد أبرز مشهد تتجلى به صورة الانتصار، مضيفا: "لو سألت أي فلسطيني عن هذه الجولة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه عمليات المقاومة، من إفشال عملية التسلل وتنفيذ عمليتي قصف الحافلة وكمين العلم، وبالتالي رواية المقاومة وموقفها هما اللذان ترسّخا في أذهان الجمهور".

ولفت أبو شمالة إلى أن الالتفاف الجماهيري حول المقاومة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، يؤكد أن الكفاح المسلح هو الخيار الفطري لدى الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، الذي يعبر دائما عن ذروة الوعى لدى الفلسطيني بحقه وذاته ومستقبله.

مهب الريح

من جهة أخرى، بيّن الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، أن عمليات المقاومة كان لها أثر كبير على جبهة الاحتلال الداخلية، التي شهدت مظاهرات تعترف بفشل حكومة الاحتلال.

وقال بشارات لصحيفة "فلسطين": إن "تصوير عمليتي قصف الحافلة بصاروخ موجّه، و كمين العلم، بهذه الطريقة الاحترافية ونشرها في وسائل الاعلام غيّرا معادلة المعركة وأرسلا رسائل للمستوطنين أن المقاومة باستطاعتها ضربكم في أي مكان، الأمر الذي أحدث إرباكا لدى جيش الاحتلال وقيادته السياسية".

وأضاف: "التغيير في أسلوب المقاومة وطريقة تعاملها مع السياج الزائل وفهمها طبيعة تحركات الجنود، كله أحدث تغييرا كبيرا لدرجة أن الجمهور الإسرائيلي تداول مقطعي الفيديو لعمليات المقاومة في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في المواقع الرسمية، ولم يستطع تجاهله لأنه انتشر بدقة عالية".

وعد خروج مظاهرات للمستوطنين تخللها حرق إطارات السيارات خطوة غير مسبوقة.

وأكمل بشارات أنه بعد تداول هذين المقطعين اللذين أظهرا إهانة كبيرة لجنود الاحتلال، تزعزعت ثقة المستوطنين بجيشهم وأصبحت في مهب الريح، ما أثّر سلبا على معنويات الجنود والجبهة الداخلية للاحتلال.