أكد النائب العربي في "الكنيست" الإسرائيلي مسعود غنايم فشل (إسرائيل) في عدوانها الأخير على قطاع غزة، مبينا أن اليد العليا والكلمة الأخيرة لم تكن لها، لكنه حذر من أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "لا يُؤْمَن جانبه" وقد يلجأ للغدر في وقت يدور فيه حديث عن انتخابات مبكرة.
وقال غنايم لصحيفة "فلسطين" أمس: إن من الواضح حتى للرأي العام الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو فشلت، بدليل المظاهرات التي تعم فلسطين المحتلة سنة 1948، منذ أيام، ضد قرار وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن كثيرا من المحللين الإسرائيليين يؤكدون أن الذي حدد الإيقاع في قضية وقف إطلاق النار ليس (إسرائيل)، وأنها لم تكن لها الكلمة الأخيرة ولا اليد العليا.
ودحض غنايم مزاعم إسرائيلية تحاول تبهيت انتصار غزة، قائلا: "باعتقادي كان هناك فشل لـ(إسرائيل)"، مدللا على ذلك بقبول نتنياهو وقف إطلاق النار.
وتابع أن موقف نتنياهو كان من منطلق ضعف ولم تكن له الكلمة الأخيرة ولا لجيشه في هذه الجولة.
مستقبل نتنياهو
لكنه حذر من أن نتنياهو وحكومة الاحتلال "لا يُؤْمَن جانبهما"، مفسرا بأنه إذا رأى نتنياهو أن مهاجمة غزة سيصب في مصلحته ويرفع أسهمه لدى الجمهور الإسرائيلي فسيفعل ذلك.
وفي الوقت ذاته أوضح أن نتنياهو يعتقد أن القرار الذي اتخذه بوقف النار هو القرار الصائب بالنسبة له ولـ(إسرائيل)، شارحا ذلك بأن رئيس حكومة الاحتلال يعتقد أنه إذا تطور الأمر إلى "حرب شاملة" سيكون هناك قتلى من جنود الاحتلال والرأي العام الإسرائيلي لن يحتمل ذلك، مما سيضر به من الناحية الانتخابية والسياسية.
وأردف أن نتنياهو قبل وقف إطلاق النار كونه أقل الخسائر بالنسبة له من ناحية التأثير على مستقبله السياسي.
وبدأ جيش الاحتلال عدوانه الأخير، على غزة الأحد الماضي، بعملية تسلل لقوة خاصة إسرائيلية شرقي خانيونس، جنوبي قطاع غزة، اكتشفتها المقاومة، قبل أن يدور اشتباك متبادل، وقصف إسرائيلي للمكان، أسفر عن ارتقاء ستة من مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبرزهم القائد نور بركة، إضافة إلى مقاتل من ألوية الناصر صلاح الدين، فيما قتل ضابط إسرائيلي وأصيب آخر بجراح خطرة.
وردت المقاومة أيضًا بقصف مواقع ومستوطنات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة بمئات الصواريخ، كما قصفت حافلة نقل جنود شرقي جباليا شمال القطاع بصاروخ موجه من نوع "كورنيت"، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ برعاية مصرية الثلاثاء الماضي.
ولاحقا استقال وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان من منصبه، مؤكدا أن (إسرائيل) "استسلمت" للمقاومة.
وبينما قال موقع "i24" العبري أمس: إن الأحزاب الإسرائيلية أعلنت التوجه إلى انتخابات مبكرة بعد فشل التوصل لاتفاق حول استمرار الائتلاف الحكومي، نقل موقع قناة "مكان" العبرية عن نتنياهو نفيه ما وصفها "شائعات حول تبكير الانتخابات"، مؤكدًا وجوب بذل كل جهد مستطاع للحفاظ على حكومة اليمين.
وبحسب الموقع نفسه، أطلع نتنياهو رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت خلال اجتماع عقد بينهما على قرار توليه حقيبة وزارة جيش الاحتلال في المرحلة الراهنة و"ذلك نظرا للتحديات المصيرية التي تواجهها" دولة الاحتلال.
ومن المقرر أن يجري نتنياهو الأحد المقبل محادثات مع رؤساء الائتلاف الحكومي، وفق غنايم.
وأكد النائب العربي، أن من المنتظر من الاجتماع معرفة هل سيتم تبكير الانتخابات أم لا، وتحديد موعد لهذه الانتخابات التي يعتقد أنها ستجرى في مارس/آذار القادم.
وقال غنايم: يبدو أن هناك تبكيرا للانتخابات على خلفية استقالة ليبرمان، ورفض نتنياهو طلب "بينت" تولي منصب وزير جيش الاحتلال.
ولفت إلى اختلاف بين أقطاب الائتلاف الحكومي حول موعد الانتخابات، مبينًا أن وزيري داخلية الاحتلال أرييه درعي والمالية موشيه كحلون يطالبان بتبكيرها.
وبشأن نفي نتنياهو، أوضح غنايم أن الأخير لا يريد موعدا مبكرا للانتخابات؛ لأن من مصلحته أن تنتهي الضجة و"خيبة أمل" الجمهور الإسرائيلي التي وقعت بعد وقف إطلاق النار في غزة.
والدافع الآخر لنتنياهو، بحسب غنايم، هو إضعاف منافسيه السياسيين بالذات في الائتلاف الحكومي، لافتًا إلى أن ليبرمان يريد انتخابات مبكرة حتى يكسب نقاط قوة من خلال استقالته.
وأشار غنايم إلى أن الحديث عن تبكير الانتخابات في (إسرائيل) ليس جديدا لكن وقف إطلاق النار في غزة أدى إلى نقاش أكثر حدة وسرع في طلب هذه الانتخابات.
وأكمل أن من أسباب تبكير الانتخابات، إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة واستقالة ليبرمان، التحقيقات مع نتنياهو ولوائح الاتهام ضده والاختلاف في الائتلاف الحكومي حول ما يسمى "قانون التجنيد" بين الحريديم والعلمانيين.