لم يمضِ يوم واحد على تمريغ المقاومة الفلسطينية لأنف (إسرائيل) في تراب غزة، حتى أعاد شاب فلسطيني من الداخل المحتلة ذات الكرة بتنفيذ عملية بطولية في مدينة القدس المحتلة.
وأصيب في العملية التي وقعت مساء أول من أمس، داخل مركز شرطة مستوطنة "أرمون هنتسيف" قرب بلدة جبل المكبر، 6 إسرائيليين من بينهم 3 من عناصر شرطة الاحتلال.
وتضع توقيت عملية القدس الذي جاء بعد أقل من 24 على فرض المقاومة نفسها بقواعد الاشتباك غير المعهود والتي ظهر في أدائها، تساؤلاً عن إمكانية اتساع رقعة مواطن ضرب الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية.
القيادي في الجبهة الشعبية بنابلس زاهر الششتري، شدد على توصيف ما حدث في قطاع غزة بأنه "انتصار حقيقي للمقاومة الفلسطينية"، مرجحًا انعكاسه على كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وأراضي 48المحتلة والشتات.
وعدّ الششتري في حديث لصحيفة "فلسطين"، عملية القدس البطولية امتدادًا للمقاومة وانتصارها في غزة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني موحد خلف خيار المقاومة.
وشدد على أن المقاومة هي حق مشروع ومكفول أقرته الشرعية الدولية في مختلف المناطق الفلسطينية ما دام تحت الاحتلال.
ولم يستبعد أن يكون الحدثان – انتصار غزة وعملية القدس- دافعًا أمام توسع رقعة المقاومة في مدن الضفة المحتلة، مطالبًا بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتوحد خلف منهج المقاومة لتحقيق ذلك.
كما دعا الششتري، للاتفاق على آليات موحدة للمقاومة في الضفة وغزة وجميع أماكن وجود الشعب الفلسطيني.
وعدّ ما حصل في غزة من تشكيل غرفة عمليات مشتركة "اتجاه إيجابي"، يجب الاحتذاء به في الضفة "وهذا مطلب جماهيري وشعبي وفصائلي".
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي في القدس راسم عبيدات أن ممارسات الاحتلال وإجراءاته القمعية تدفع بالفلسطينيين في الضفة إلى تنفيذ ردود ميدانية بالمبادرة إلى المقاومة مع قناعة بإمكانية استشهادهم أو أسرهم.
وبيّن عبيدات في حديث لـ"فلسطين"، أن تشديد الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس من تهويد وتكثيف الاستيطان وهدم البيوت، بالإضافة إلى الوضع السياسي العام يدفع الفلسطينيين لتنفيذ عمليات بطولية ضد الاحتلال.
وبحسب عبيدات، فإن فشل جولة التصعيد الأخيرة على قطاع غزة، قد يكون حافزًا لتحريك المقاومة في شتى مدن الضفة المحتلة، مشددًا على أن "القدس ستبقى البوصلة مهما حاول الاحتلال حرف البوصلة".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يجمع على خيار المقاومة الفلسطينية سيّما بعدما أثبت خيار المفاوضات فشله في استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن خيار المقاومة أقل كلفة من المفاوضات.
في الأثناء، أشار عبيدات إلى التعقيدات التي تواجه المقاومة في الضفة والتي تختلف عن قطاع غزة، وأبرزها استمرار التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال.
ونبّه إلى أن السلطة تؤدي "دورًا مُعيقًا" في هذا الاتجاه، على الرغم من إعلانها عن قرارات اتخاذ المجلسين المركزي والوطني لمراجعة العلاقة مع (إسرائيل) ووقف التنسيق الأمني معها، "لكّن ذلك لم يُترجم فعلياً على الأرض"، وفق قوله.
وختم حديثه بالقول: "المطلوب في هذه المرحلة التاريخية إنهاء الانقسام واستعادة الوطنية ورفع الإجراءات العقابية عن الشعب الفلسطيني، ولتكن هناك استراتيجية واحدة ضمن برنامج سياسي موحد تتوافق عليه قوى المجتمع الفلسطيني كافة، كما حدث في الغرفة المشتركة بغزة".
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية قد شنت جولة حربية استمرت يومين، بعد فشل عملية تسلل عسكري شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث واجهت المقاومة الفلسطينية الاحتلالَ بتكتيك عسكري غير تقليدي دفع (إسرائيل) للإذعان والقبول بتثبيت وقف إطلاق النار الذي قادته وساطات إقليمية ودولية.