فلسطين أون لاين

​مواطنون للمقاومة: أنتم فخرنا وعزنا

...
رسالة الإعلام كانت قوية ومحفزة للمواطن الفلسطيني
رام الله –غزة / محمد القيق- خضر عبد العال- أدهم الشريف:

أرسى الحضور الفاعل والقوي للمقاومة في غزة، جسور الوحدة واللحمة في الشارع الفلسطيني الذي خرج في شتى محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة يهتف باسم المقاومة "من غزة طلع القرار.. طلقة بطلقة ونار بنار".

وفور إعلان الغرفة المشتركة للمقاومة تثبيت وقف إطلاق النار مع (إسرائيل) إثر وساطات إقليمية ودولية، خرجت مسيرات جماهيرية عفوية في مختلف مناطق قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من بينها (رام الله، والخليل، وبيت لحم)، وبلدة العيسوية شرقي القدس المحتلة.

وعبّر المواطنون عن ابتهاجهم لانتصار المقاومة وفرضها قواعد الردع أمام القوة الإسرائيلية العسكرية التي تتفاخر بها أمام محيطها الدولي، فيما عبروا عن غضبهم لاستمرار السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني، وفرض عقوبات جماعية على قطاع غزة.

وتقول إيمان نافع زوجة عميد الأسرى نائل البرغوثي: "ما تقدمه غزة وجب على الجميع تقديره، وأن يعرف كم الوقت والجهد المبذول من مقاومتها لصيانة الحق الفلسطيني وهذا يعني أن يكون هناك موقف واضح لنصرة الحق ودعم معنويات الأسرى وأهاليهم والمرابطين وأهل غزة وأهالي الشهداء".

وقال رئيس مجلس الطلبة في بيرزيت الطالب يحيى ربيع: "ما حدث في غزة يعطي إشارة بضرورة إتمام الوحدة الوطنية، يدعو للفخر بالمقاومة وصمودها، ويوجب دعمها وإسنادها لا عقابها وعزلها والتنسيق الأمني مع الاحتلال لزجها في السجون".

من جانبها قالت المواطنة سوسن إبراهيم: "نظرية الاحتلال في عزل غزة وإلهائها بالهدوء والغذاء والمال، سقطت بعد جولة التصعيد التي أثبتت المقاومة فيها جدارتها"، مؤكدةً أن الضفة الغربية مرتكز مهم بالنسبة للمقاومة الفلسطينية ولا يمكن ترويضها.

وقال والد الشهيدين دانية وعدي ارشيد: "لتخرج كل فلسطين تحمي المقاومة لتنتصر غزة وتشكل حصنا وسندا وحاضنة قوية لمنع الالتفاف عليها، وليكون الكل الفلسطيني في خندق واحد يتقاسمون الألم كما نتقاسم الفرح".

فرحة النصر

وفي غزة قالت المسنة مريم النجار (73 عاما): "أشعر بالعزة بعدما انتقمت المقاومة الفلسطينية لدماء أبطالنا ورعب أطفالنا الصغار، وفرضت على (إسرائيل) شروطها، وجئت إلى المسيرة لأحتفل بهذا النصر".

وأضافت: "المقاومة فوق كل شيء، نحن مع المقاومة ونشد على أياديها، وسنشارك في مسيرات العودة ولن نكل ولن نمل حتى نحقق جميع مطالب شعبنا".

وشاركت النجار في المسيرة التي أقيمت بالقرب من مقر فضائية الأقصى المدمر في حي النصر غرب مدينة غزة، إلى جانب ابنها ووزوجته وأحفادها.

و أكدت نداء النجار (41 عاما) أن الاحتلال بقصفه لفضائية الأقصى لن يخفي الحقيقة، فإرادة المقاومة وإعلامها كشفا حقيقة جيش الاحتلال الهش أمام العالم أجمع "وستبقى غزة عصية على الانكسار".

في حين قال رجل الاصلاح حسين نصار (65 عاما): "جئت نصرة لصوت الحق والقوة والحرية، الذي يجب أن يبقى عالياً، مهما دمر الاحتلال واستكبر، فالمقاومة صاحبة اليد العليا".

وتابع: "ليعلم العالم أجمع أن غزة برجالها ونسائها ستظل تقاوم الاحتلال حتى يندحر عن أرضنا، ولا يهمنا انبطاح المطبعين في الدول العربية".

الإعلام المقاوم مستمر

بدوره, أوضح الصحفي في إذاعة الأقصى حمزة رضوان (24 عاما) أن الاعلام الفلسطيني أثبت جدارته إلى جانب المقاومة في التصدي للعدوان الاسرائيلي ضد القطاع.

وقال رضوان: "لقد سخرت الإذاعات القنوات الفلسطينية المحلية وطواقمها الصحفية مقوماتها كافة لخدمة الإعلام المقاوم، مرسخين بذلك أسمى لوحة إعلامية وحدوية بمواجهة الاحتلال".

وأكد أن رسالة الإعلام كانت قوية ومحفزة للمواطن الفلسطيني "وهذا واجب كل الإعلاميين حتى دحر المحتل".

وعبّر الناشط الإعلامي أسامة لبّد (28 عاما) عبر فرحته بنصر المقاومة بالقول: "هذه اللحظات التاريخية من تاريخ شعبنا الفلسطينية، حيث تخرج الجماهير لتعلي صوتها أننا باقون ومستمرون من أجل رسالتنا".

ووجه الشكر للمقاومة وإعلامها الذي أُريد له أن ينكسر، إلا أنه بقي ثابتًا لتخرج الصورة والصوت واضحة بأن الشعب مستمر في نضاله حتى نيل حقوقه.

تناغم المقاومة

وقال المواطن عبد الكريم عجوز: إن "أداء المقاومة في هذه الجولة كان واعيًا وموحدًا".

وأضاف عجوز أثناء حديثه لـ"فلسطين"، أن تعزيز وجود الغرفة المشتركة أشعرنا كمواطنين بأننا أمام مقاومة موحدة متناغمة.

ويبدي عجور تأييدًا كبيرًا للمقاومة ضد المحتل الغاشم، مضيفا: "المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني وفقًا للقانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة".

ويقول إن "أسلوب المفاوضات ضروري كما هو أسلوب المقاومة، فالسياسي لن يحصد أثر عمل المقاومة دون مفاوضات، ولكن يجب أن ترتكز هذه المفاوضات على قوة على الأرض وعدم تنازل أي طرف من خلالها عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني".

ورأى أنه "يجب على الشعب الفلسطيني أن يخوض أي مفاوضات موحدا ومرتكزا إلى قوة على الأرض، وعدم التنازل عن أي من الثوابت".

في حين يقول هاني مقداد: إن "أداء المقاومة بالفعل جيد وحكيم ومنظم وغير متهور، وذلك بفضل المولى أولاً، ثم بفضل التعلم من الأخطاء السابقة، وكذلك بفضل العمل المشترك بين جميع الفصائل".

وأضاف مقداد لصحيفة "فلسطين": "لا بد من كلمة شكر ومحبة من شعب غزة لغرفة العمليات المشتركة والجنود الأبطال الذين واجهوا الترسانة (الإسرائيلية) المجرمة وصمود الجبهة الداخلية رغم الحصار الغاشم وقلة الإمكانات".

ويقول المحلل السياسي عادل شديد، في منشور على "فيسبوك": إن "قدر أطفال غزة ألا يناموا، لكن الذين يمنعونهم من النوم هم أيضا لن يناموا بفعل إرادة غزة التي لم تنكسر ولن تنكسر".

وقال رامي محمود إنه توقع من فصائل المقاومة في غزة أن تدير المعركة مع جيش الاحتلال بحكمة واقتدار، لما قدمته من إبداعات في التصدي للعدوان العسكري الموسع صيف سنة 2014.

وكان أبزر ما أعلن عنه آنذاك، إدخال كتائب القسام صواريخ جديدة للخدمة العسكرية، قصفت بها مدينة حيفا ومطار "بن غوريون" في الأراضي المحتلة سنة 48، إضافة إلى طائرات دون طيار مسيّرة عن بعد.

وكانت جولة التصعيد الأخيرة على غزة بدأت مع فشل وحدة خاصة إسرائيلية في تنفيذ مهمة استخبارية بعدما تصدى لها عناصر من كتائب القسام مساء الأحد الماضي، وثقت خلالها الغرفة المشتركة مشاهد تدمير حافلة لجنود الاحتلال في الجانب الآخر من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 48، وكذلك مشاهد إطلاق الصواريخ تجاه أهداف إسرائيلية ردًا على عدوان جيش الاحتلال.