فلسطين أون لاين

​6 أعوام على اغتيال "الجعبري".. أثمر زرع المقاومة

...
الشهيد القائد أحمد الجعبري
غزة - طلال النبيه

لم يكن يوم الرابع عشر من نوفمبر، عام 2012م، عاديًّا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، عندما ردت كتائب الشهيد عز الدين القسام على اغتيال قائد أركانها أحمد الجعبري، وتهكم أهالي غزة على القوة الوهمية للاحتلال بقولهم: "نأسف لقد ضربت تل أبيب".

في الساعة 23:57، من مساء ذلك اليوم، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وللمرة الأولى، عن قصف مدينة (تل أبيب) المحتلة بصاروخ محلي الصنع، محذرة بأن "القادم أعظم"، ليعلن مقابلها الاحتلال الإسرائيلي عن حالة الاستنفار القصوى في صفوف قواته ومستوطنيه.

ومع مرور الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الجعبري، تسطر المقاومة الفلسطينية، صفحة جديدة من صفحات العز والفخار، وتقطف ثمرة من ثمار البطولة والوحدة، زرع بذورها رئيس أركان المقاومة في فلسطين وأبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد الجعبري.

وبرز عمل الجعبري قبيل استشهاده في بذل جهود كبيرة لتوحيده العمل المقاوم في قطاع غزة، وصولًا إلى قيام قيادة المقاومة بتشكيل غرفة موحدة للأجنحة العسكرية للمقاومة، والتي دمرت أول من أمس باصًا لجنود الاحتلال شرق جباليا، شمالي قطاع غزة، بصاروخ موجّه (كورنيت).

ومع مرور السنوات ما زالت المقاومة الفلسطينية على عهد الجعبري، ووفية لمقولته: "ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا الفلسطينية فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عنها"، وأضحت تلقن العدو الإسرائيلي دروسًا قاسية لن ينساها، ويحسب لردها ألف حساب قبل اتخاذ أي قرار اعتداء على أهل غزة الصامدين، أو في أي بقعة على أرض فلسطين.

من هو الجعبري؟

الجعبري والذي يكنى "أبو محمد"، من مواليد عام 1960 في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ويعد من أبرز القادة السياسيين والعسكريين الفلسطينيين ومقاومتها، التي انضم إليها في ريعان شبابه، وتدرج فيها وصولًا إلى تكليفه بـ"نائب الأمين العام لكتائب القسام محمد الضيف".

تعرض في مرحلة شبابه، للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في إثر انخراطه في مجموعات مقاومة الاحتلال، تتبع حركة "فتح"، فيما انضم في أثناء اعتقاله إلى صفوف حركة "حماس"، التي ترقى فيها سياسيًّا وعسكريًّا ووصل فيها إلى تشكيل "جيش نظامي منضبط" –وفق مراقبين- وليكون "المطلوب الأول" لـ(إسرائيل).

حنكة وإنجازات عسكرية

ويعد الشهيد الجعبري، والحاصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ الإسلامي من الجامعة الإسلامية بغزة، أحد القادة الفلسطينيين الذين أتقنوا اللغة العبرية بطلاقة، ما أهله إلى فهم كيفية التأثير في المجتمع الإسرائيلي وقادته، بلغة عسكرية مقاومة.

ومن أبرز إنجازاته العسكرية التي خطّت سطور نجاحها في صفحات الانتصار للمقاومة، إدارته لملف مفاوضات صفقة "وفاء الأحرار"، التي تم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل تحرير 1047 أسير وأسيرة في أيلول سبتمبر 2010 وتشرين الأول/أكتوبر 2011م، عدد كبير منهم من ذوي الأحكام العالية.

وأشرف الجعبري بنفسه على عملية أسر "شاليط" في الـ25 يونيو/حزيران 2006م، خلال عملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وبقيت كتائب القسام محتفظة فيه لـ5 أعوام فشلت خلالها (إسرائيل) فشلًا ذريعًا في الوصول إلى طرف خيط أو معلومة عن جنديها الأسير.

ويرى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن المقاومة الفلسطينية وفي ذكرى استشهاد الجعبري، نجحت في تطورها العسكري، واصفًا إياه بـ"الأداء الرائع".

وقال الشرقاوي لـصحيفة "فلسطين"، إن القائد الشهيد الجعبري كان حريصًا على تجسيد نهج المقاومة وتطويرها، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على تطورها الحالي يومًا بعد يوم، ونجاحه في النهج الذي رسمه".

وأكد أن نجاح الجعبري، في النهج المقاوم الذي رسمه خلال عمله، ترك خلفه نهجًا مقاومًا متطورًا لم ينتهِ باستشهاده، لافتًا النظر إلى نجاح المقاومة في إدارة المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي في الرد على عدوانه على غزة.

ورأى أن المقاومة الفلسطينية امتلكت الهدوء الكامل في أعصابها، خلال تعاملها مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأيام الماضية، وتحكمت بشكل كبير في قوة النار، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي متضايق من هذا الأداء، باحثًا عن مخرج له.