المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, تؤكد في كل جولة تصعيدية أنها تملك رؤية متكاملة سياسياً وعسكرياً لإدارة المواجهة مع العدو الصهيوني, فالمقاومة في غزة المحاصرة غادرت منذ زمن مربع العشوائية وحالة عدم التنسيق بين تشكيلاتها المتعددة, اليوم للمقاومة غرفة عمليات مشتركة , تضم كافة الأذرع العسكرية الفاعلة في قطاع غزة, وهذا ما عزز العمل الميداني وزاد من قوته, وما المشهد الذي تعيشه غزة اليوم, من قوة في الرمي ودقة في اختيار الأهداف, خير دليل على أهمية الإنجاز الممثل بالغرفة المشتركة للعمليات التي تدير العمل المقاوم والتصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
التصعيد الصهيوني ضد غزة, بدأ بهمجيته وعدوانيته المعهودة سريعاً, قصف لمنازل المواطنين, استهداف مؤسسات مدنية وإعلامية وشرطية, في المقابل تميزت المقاومة الفلسطينية في غزة برباطة الجأش, حيث تعاملت مع التصعيد خارج دائرة رد الفعل المجرد من الحسابات, بكل كان لديها خطة مسبقة, تنفذها بنسق تصاعدي للأحداث, وصولاً لأبعد مدى في معركة الدفاع عن شعبنا الفلسطيني, لذا كان إدخال مدينة عسقلان المحتلة في مرمى نيران المقاومة وصواريخها, رداً على استهداف المنازل والمباني المدنية في غزة, وكلما استمر العدوان, زادت المقاومة من حدة القصف الصاروخي, وتوسعت جغرافية صواريخ المقاومة.
صورة مبدعة لجهوزية المقاومة وقدرتها الميدانية الرادعة, تمثل ذلك في استهداف باص الجنود الصهاينة داخل مستوطنة مفلاسيم شرق غزة, حمل صاروخ "الكورنيت" رسائل مربكة لقادة الجيش الصهيوني, من خلال الشريط المصور للعملية, الذي تم بثه على شاشة فضائية الأقصى التي استهدفتها صواريخ الطائرات الحربية, ظهر جنود الاحتلال كالعرايا أمام وحش كاسر, لو أراد الفتك بلحومهم لفعل, رسالة مرعبة أرادت المقاومة إيصالها للصهاينة بأن مواقعكم وجنودكم, تحركاتكم ومركباتكم, جميعكم تحت منظار المقاومة وصواريخها الموجه, وهي رسالة قوة وتحديهل يستوعبها الاحتلال ويرتدع؟
قد يتصاعد العدوان في الساعات القادمة, وهذا سيفتح المواجهة على مصراعيها, ولن تتوانى المقاومة في استخدام ما تملك من وسائل قوة وردع للدفاع عن شعبها, محاولات تدخل الوسطاء ضعيفة وخجولة, خاصة أن من حاول تخريب جهود تثبيت تهدئة 2014, هو العدو الصهيوني عبر عمليته الفاشلة شرق خانيونس, والذي قتل فيها قائد الوحدة الخاصة المتوغلة, خلال تصدي المقاومة البطولي وإفشالها للمخطط الصهيوني, العدو يبحث عن مشهد انتصار ولحظة نشوة وتفوق, ليتعاطى سريعاً مع جهود وقف إطلاق النار, ولكن ما تعودنا عليه من مقاومتنا أنها لن تسمح للعدو أن يعيش لحظة انتصار يخطط لها, ومهما طالت ساعات أو أيام التصعيد والعدوان على غزة, إلا أن النصر سيكون لشعبنا الصامد الذي يحارب منغرساً في أرضه آلة الإرهاب الصهيونية, ولن يعطي الدنية ولن ينكسر وسيبقى ندا قوياً, فصاحب الحق لا ترعبه أباطيل الشياطين, قد أبطل مقاومينا السحر الخداع للجيش الذي لا يقهر, وأذلوا جنوده واصطادوهم كالبط في ساحات المواجهة.