أعظم ما يقف المرء عنده في تطورات الوضع العسكري بين الصهاينة والمقاومة الفلسطينية هو استمرار فضائية الأقصى في البث. قصف الصهاينة مبنى الفضائية، لكنها عادت للبث بعد فترة وجيزة، وهذا يدل على حصانة ودقة ومهنية المقاومة الفلسطينية.هذا عمل عظيم لا يبهرنا فقط وإنما يبهر العدو ويدفعه إلى التراجع. فإذا كان بث قناة تلفزيونية بقي عصيا على الإسكات فكيف ببنادق الفلسطينيين؟ هكذا يحدث العدو نفسه، وبالتأكيد سيتابع قائلا: اختصروا فلا قدرة لنا على تحقيق ما نريد بدون النيل من جيشنا وقوانا.
لقد رفعت المقاومة رؤوسنا، وأداؤها المميز كما عهدناه أكد المؤكد، وهي أنها مقاومة تسهر الليالي وتصل الليل بالنهار. إنها تستعد دائما، وتطور وتجهز، وتصنع، وتهرب، وتتعلم. وهي التي تكد وتتعب وتجد نيابة عن كل شعب فلسطين وعن كل العرب. ثقتنا بها تعلو مع كل حركة تقوم بها، ومع كل جندي يقبض على بندقيته وإصبعه على الزناد، ومع كل رصاصة تنطلق نحو العدو. لقد أثبتت الآن، كما أثبتت في كل الحروب السابقة أنها لا تزايد ولا تغامر ولا تكذب ولا تضلل، وإنما تعمل بصمت ودأب ومثابرة وكلها ثقة بنصر الله.
هناك من يشككون بالمقاومة ويكيلون لها التهم بقصد التتفيه والإساءة، وليس أسخف وأتفه من الذين يقولون إن المقاومة تنسق مع العدو. هناك طابور خامس وظيفته تقبيح الجميل وتزيين القبيح. لكن هؤلاء يبتلعون حسرتهم وخيبتهم مع كل تجربة تخوضها المقاومة.
صحيح أن الاحتلال قاس ويسومنا سوء العذاب، لكننا ننام مطمئنين هادئين ونحن نرى بواسل المقاومة الفلسطينية صامدين ثابتين مؤمنين يجبرون العدو على التوقف والتفكر في مواصلة القتال. الصهاينة سيبحثون عن مخرج فلا طاقة لهم بالقتال الآن لأن جيشهم غير مستعد، وشعبهم يكره الاختباء بالملاجئ. الجيش في أدنى حالاته، والشعب لا يتحمل. أين هم من أهل غزة الأبطال الذين يتحملون المعاناة والآلام ويمتصونها في صمودهم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا.
النصر للمقاومة، والنصر قريب بإذن الله، وبارك الله السواعد السمراء من كل فئات المقاومة الفلسطينية. ولشهدائنا الرحمة والإكبار. وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.