استيقظ سكان قطاع غزة، صباح الثلاثاء، على دمار واسع خلّفته الغارات المكثّفة التي تشنّها مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي منذ الاثنين، على مناطق متفرقة ومنها مبانٍ مدنية.
والتقطت عدسة الأناضول صوراً للأماكن التي استهدفتها الطائرات الحربية، والدمار الذي تسببت به تلك الغارات في المناطق المحيطة بالأماكن المستهدفة.
وأفاد مصور الأناضول، أن المباني المحيطة بالأماكن المستهدفة تضررت بشكل كبيرة بفعل قوة الغارات التي تشنّها الطائرات الحربية منذ مساء الاثنين.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 7 مبانٍ مدنية، أبرزها مقر فضائية "الأقصى" التابعة لحركة "حماس".
وعلى أنقاض مقر الفضائية، نظّم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، بمشاركة العشرات من الصحفيين، وقفة احتجاجية، تنديداً بقصف المقر.
ودعا المشاركون في الوقفة، المنظمات الصحفية الدولية بمعاقبة (إسرائيل) على جرائمها.
ودمرت أحدث الغارات الإسرائيلية عمارة سكنية مكونة من 7 طوابق، في حي الرمال، بمدينة غزة، تضم روضة وحضانة للأطفال.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية عمارة مكونة من 4 طوابق وتمتد على مساحة ألف متر مربع، في حي "الرمال"، غربي المدينة، وتعرف محليًا باسم "فندق الأمل"، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، وتدمير المبنى كليا وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل المحيطة به.
كما دمرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة منازل سكنية بمدن غزة ورفح وخانيونس، وبناية سكنية مكونة من 4 طوابق بمدينة غزة، دون وقوع إصابات.
وأثارت تلك الغارات حالة من الرعب بين صفوف المواطنين الذين يقطنون في نفس المنطقة التي تواجدت فيها المباني المستهدفة.
ومنذ مساء الأحد، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة؛ ما أسفر عن سقوط شهداء، فضلًا عن تدمير منشآت مدنية، بينها بنايات سكنية ومقر فضائية "الأقصى" التابعة لحركة "حماس".
ومساء الاثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، البدء بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ؛ ردًا على الهجمات الإسرائيلية، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض نحو 100 صاروخ من أصل 370 صاروخا أطلقوا من القطاع.
وحتّى ساعات الصباح، ارتفع عدد شهداء التصعيد الإسرائيلي إلى 12 فلسطينيا و9 مصابين، فيما قتل إسرائيليان بينهما ضابط، وأصيب 31 آخرين، وفقا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية.
فيما نقل جيش الاحتلال عددًا من الآليات المدرعة إلى الشريط الحدودي مع غزة.
وعلى إثر التصعيد الإسرائيلي الجديد، أُطلقت تحذيرات دولية وإقليمية من حرب جديدة، كتلك التي شنتها (إسرائيل) على غزة عام 2014.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحات لقناة "فرانس 24" الفرنسية، عن أمله في انتهاء التوتر، محذرًا من "اندلاع حرب جديدة في غزة"، ومواجهة "مأساة كبيرة".
ودعت الحكومة الأردنية، في بيان، إلى "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية الأبرياء"، حسب الوكالة الأردنية الرسمية للأـنباء (بترا).
كما أبلغت مصر، مساء الاثنين، (إسرائيل)، بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في غزة، وذكرت صحف مصرية مملوكة للدولة أن "الأجهزة المعنية في مصر قامت بتكثيف اتصالاتها مع الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين في قطاع غزة، لاسيما في ضوء قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف غاراته الجوية والقصف المدفعي للقطاع".