قائمة الموقع

دعوات فلسطينية متجددة لكشف المتورطين باغتيال عرفات

2018-11-12T11:47:33+02:00
قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله

شددت فصائل وقوى وشخصيات فلسطينية على ضرورة استكمال التحقيق وكشف المتورطين في عملية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد حصاره لأشهر من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة برام الله قبل 14 عامًا، داعين قيادة السلطة الحالية لتحقيق الوحدة الوطنية التي كان يمثل عرفات أبرز عناوينها.

وأحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الرابعة عشرة لرحيل عرفات عام 2004، عن عمر ناهز 75 عاما، في مستشفى "كلامار" العسكري في العاصمة الفرنسية باريس.

وجاءت الوفاة إثر تدهور سريع في صحته، في ظل حصاره، لأشهر عدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

ووثقت قناة "الجزيرة" في تموز/ يوليو 2012 في تحقيق استقصائي لها أن عرفات اغتيل باستخدام البولونيوم المشع، مستندة إلى تقرير لمعهد الطب الشرعي التابع لجامعة لوزان في سويسرا، حيث أجرى الخبراء السويسريون الفحص على عينات من آثار لدم وبول وجدت على بعض المقتنيات الشخصية لعرفات، ووجدوا معدلات عالية من البولونيوم.

وأكد حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف العلاقات الوطنية بالحركة، أن كشف ومحاسبة من تورطوا في اغتيال عرفات حق مشروع لكل شعبنا الفلسطيني.

وقال في تصريح صحفي إنّ عرفات "لو كان حاضرًا الآن فإنني أعتقد أنه كان قادرا بأسلوبه على إنهاء الانقسام على قاعدة جمع الكل ومبدأ الشراكة للجميع".

وأضاف أن عرفات "لو كان بيننا لقطع عمليا ومباشرة كل العلاقات مع الاحتلال للوصول إلى فك ارتباط كلي".

وأكدّ بدران ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية وتجاوز الانقسام، معتقدًا أنه "ما كانت انتفاضة الأقصى لتتصاعد وتشتد لولا موافقة عرفات ودعمه ومباركته لها".

وأضاف: "مهما اختلف الناس معه أو اتفقوا وهذا أمر طبيعي، فإن هناك جملة من القضايا لا يمكن إنكارها أو تجاوزها، بينها أن الرجل كان قائدًا يعيش لقضيته حتى صار رمزا لها، كما أن حضوره الخارجي على المستوى الرسمي والشعبي أعطى بعدا وأثرا نفتقدهما اليوم".

وطالب بدران "كل من يؤمن برمزية أبي عمار بأن يأخذ قرارا حاسما في تحقيق الوحدة على أساس الشراكة وعلى قاعدة تطبيق الاتفاقات الموقعة من كل الفصائل".

ورأى أن عرفات لو كان حيًا "لربما وجدناه الآن في غزة يجلس مع قادة الفصائل كلهم، في إطار التوافق على أساس مواجهة الاحتلال والتصدي الجماعي لصفقة القرن وأخواتها، مستفيدا من قوة المقاومة في الميدان".

وختم بدران حديثه بالقول: "رحم الله أبا عمار، ويبقى آخر ما يتذكره له الناس شعاره على القدس رايحين شهداء بالملايين".

بدوره قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، إن عرفات لم يغب عن مسيرة النضال الوطني بعد 14 عاماً على رحيله.

واستذكر البريم عدداً من "المحطات المهمة في مسيرة ياسر عرفات والتزامه بوسائل النضال المختلفة من الكفاح المسلح وأشكال النضال، والنهج المميز لياسر عرفات المحافظ على النسيج الوطني والملتزم بالوحدة الوطنية والخطاب المتسم بالحكمة والحرص على كل أبناء الشعب الفلسطيني دون تمييز".

ووصف البريم في تصريح صحفي الشهداء القادة ياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي "بالقامات الشامخة التي يجب أن نستظل بذكراهم وأن ننهل من نهجهم الكثير للخروج من الواقع المأزوم الذي تمر به الساحة الداخلية".

ودعا البريم حركة فتح والسلطة "إلى إعادة الاعتبار للنهج الثوري الذي كان عليه الراحل ياسر عرفات، والسير في إثر فلسفته السياسية التي قدست الوحدة الوطنية واحتمت بالكفاح المسلح والبندقية في مواجهة المراوغة والتعنت والصلف الصهيوني".

وأشار البريم إلى أن عرفات "لم يكن يوماً يقدس نهج التسوية أو يعده خياره الوحيد، ولم يفرض مقاطعة على أي من أبناء شعبه".

وقال النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري إن الذكرى الرابعة عشرة لرحيل عرفات "رمز الوحدة الوطنية" "يجب أن تحيي الأمل بشراكة حقيقية ووحدة وطنية يجب أن تكون هي عنوان المرحلة المقبلة في ظل واقع يزداد انقساما وفُرقة".

وأضاف الخضري في تصريح صحفي أمس أنه "لا طريق ولا سبيل سوى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لتعزيز الصمود ومواجهة أخطر التحديات التي تهدد القضية الفلسطينية".

وشدد على ضرورة أن يجتمع الكل الفلسطيني عاجلا وفورا للشروع في تنفيذ اتفاقيات وقِّع عليها برعاية مصرية كريمة تنجز الوحدة وتنهي الانقسام.

وتابع الخضري: "الكل الفلسطيني خاسر في معادلة الانقسام، ولا رابح سوى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتنفيذ مشاريعه الاستيطانية والتهويدية في القدس والضفة الغربية وغزة".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني سيظل يذكر لهذا الرمز الملهم إصراره على تدعيم الوحدة حتى في ظل أصعب الظروف، وتعرضه لأقسى الضغوط من دول كبرى، كانت تظن أنها تملك القرار، لكنها أدركت أن إرادة الرجال أكبر من ترسانة السلاح".

بدورها قالت القاهرة، أمس، إن الذكرى الرابعة عشرة لرحيل عرفات "تذكرنا بأهمية وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق السلام".

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ في تغريدة على حساب الوزارة بـ"تويتر": "تحية إلى رمز النضال الفلسطيني.. إلى روح الزعيم ياسر عرفات في ذكرى رحيله الرابعة عشرة".

وأوضح أن الذكرى "تذكرنا اليوم بتضاعف أهمية الرسالة التي لطالما حملها ‫أبو عمار على عاتقه.. رسالة وحدة الصف الفلسطيني في سبيل استعادة حقوقه التاريخية المشروعة وتحقيق السلام".

اخبار ذات صلة