نظّم عشرات المواطنين من أصحاب المنازل المهدمة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014م، وقفة احتجاجية أمام المقر الرئيس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في بلدة بيت حانون شمال القطاع، رفضًا لوقف مخصصات "بدل الإيجار" لهم، وعدم إعادة بناء منازلهم المدمرة حتى اليوم.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها هيئات شعبية محلية، أمس، لافتات تطالب بضرورة تحمل "أونروا" مسؤولياتها، والمضي قُدمًا بدفع مخصصات "بدل الإيجار"، حتى يعاد إعمار منازلهم المتوقف منذ 4 سنوات.
وقال أحد المشاركين في الوقفة، المواطن رامي أبو نحل، إنّ وكالة "أونروا" توقفت تمامًا عن دفع مخصص "بدل إيجار" له منذ 5 أشهر على التوالي، وأنه بات مهددا بإخلاء المنزل من مالكه.
وأوضح المواطن أبو نحل لـ"فلسطين"، أنّه يعيل ثمانية أفراد، سيجد نفسه معهم في الشارع، في حال استمرت "أونروا" بعدم دفع "بدل الإيجار"، مبديًا في الوقت ذاته استغرابه الشديد من وقف هذا المخصص رغم عدم إعمار منزله المهدم حتى اللحظة.
وذكر المواطن ياسر الجلادي أنّ صاحب المنزل الذي يستأجره بات يطالبه بإخلائه، أو دفع مستحق الإيجار فورًا عن فترة الأشهر الخمسة الماضية، مشيرًا إلى أنه عاطل عن العمل ولا يقوى على سداد ولو جزء من أقساط الإيجار.
وأشار الجلادي لصحيفة "فلسطين"، إلى أنّ وكالة "أونروا" كانت تغطي قيمة الإيجار كل ثلاثة أشهر دفعة واحدة، وأن هناك توافقا بينه وبين صاحب المنزل المستأجر على تسليم المبلغ المالي فور استلامه، غير أن توقف أونروا عن ذلك جعله يعيش ظروفا قاسية وقاهرة.
وطالب أونروا بالتراجع الفوري عن أي قرار ذي علاقة بوقف تسليم المواطنين المهدمة بيوتهم خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014 بدل إيجار، وتوفيرها دوريا، قبل أن يعاد إعمار منازلهم، مضيفا: "فلتعمّر منازلنا ولا نريد بدل إيجار أو غيره".
ونبه المواطن حسام التلولي إلى أنّ صاحب المنزل الذي يستأجره منذ هدم منزله في عدوان عام 2014، أمهله إلى نهاية الأسبوع الجاري، وأن الاستمرار في عدم الدفع يتطلب في مقابله إخلاء المنزل، والبحث عن منزل آخر.
وأضاف التلولي: "لدي سبعة أبناء، ولا أعرف أين سأذهب بهم، إن لم تُحل هذه المشكلة"، مكملا "إن كان دفع بدل الإيجار مشكلة كبيرة فإعادة إعمار منزلي حق ولا نريد أي شيء من أي جهة كانت".
"ميزانية صفر"
من جهته، كشف الناطق باسم "أونروا" عدنان أبو حسنة، عن قرار للوكالة بوقف دفع "بدل الإيجار" لأصحاب المنازل المهدمة في العدوان الإسرائيلي عام 2014 في قطاع غزة، مضيفا "الوكالة لا تملك ما تدفعه الآن".
وأوضح أبو حسنة لصحيفة لـ"فلسطين"، أن أموال "بدل الإيجار"، جزء من برنامج الطوارئ، الذي انهار فعليًا، وتقترب ميزانيته من الصفر"، مكملا " في إثر ذلك لا يوجد تمويل لنستطيع أن ندفع لحوالي 1612 أسرة لم تُبنَ بيوتها أو يعاد إعمارها إلى اليوم".
ولفت إلى أن وكالة "أونروا" تحاول البحث عن عملية لإعادة إعمار منازل المواطنين المهدمة، بديلا عن عملية دفع بدل الإيجار "المرهقة"، مشيرًا إلى أن الوكالة دفعت أكثر من تكلفة إعادة بناء البيوت للعائلات عبر "بدل الإيجار".