قائمة الموقع

​موظّفو غزة.. من البريد إلى مخيّمات العودة

2018-11-10T13:13:58+02:00

يسابق الطبيب علي المدهون الزمن بعد أن تقاضى راتبه من البريد الحكومي بمدينة غزة لتجهيز الأدوات الطبية في مخيم العودة استعدادًا لاستقبال المصابين في الخيمة الطبية شرق مدينة غزة.

واستغل المدهون الوقت بعد صلاة الجمعة، أمس، لاستلام راتبه من المنحة القطرية، وتوجه مباشرة إلى عمله في النقطة الطبية.

ويقول لصحيفة "فلسطين" وهو يسير بخطوات سريعة نحو سيارة أجرة: "نحن كموظّفين ومواطنين لم نخرج على الحدود من أجل الرواتب والكهرباء، لأن لدينا حقا عاما، فأرضنا مسلوبة منذ عشرات السنين بتواطؤ عربي ودولي، وقضيتنا تاريخية لا تقتصر على الرواتب والمعابر والمياه، لذا خرجنا للمطالبة بحقوقنا وايصال رسالة للعالم أن لنا أرضا وحقوقا ونريد استردادها".

توقف المدهون عن السير السريع، والتفت للخلف وأشار بيده نحو الموظفين أمام البريد قائلا: "جيد أن يأتي أي شيء يخفف من الأزمة التي نمر بها، لأن الموظفين بغزة يعيشون أزمة خانقة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2013 وفي أحسن الظروف تقاضوا 50% من رواتبهم".

ولفت إلى أن الأزمة زادت بعد استلام حكومة "الحمد الله" لمهامها التي لم تلتزم بها، ولم تكتفِ بذلك بل فرضت عقوبات على غزة.

سداد ديون

ويجلس حمدي لبد وهو موظف بوزارة الداخلية، وتقاضى ما تبقى من راتبه عن شهر يوليو/ تموز الماضي من إيرادات وزارة المالية وليس من المنحة القطرية لتصل نسبة ما تحصّل عليه من الراتب 100%.

وكانت المالية بغزة قد صرفت نهاية الأسبوع الماضي 60% من رواتب الموظفين.

يقول لبد الذي تقاضى 400 دولار لصحيفة "فلسطين": "الديون التي سأسددها هذا الشهر تبلغ 1500 شيقل، أي أكثر مما حصلت عليه الآن".

لكنه حمدي يبدي رضاه بالمبالغ التي تحصل عليها خلال 72 ساعة الأخيرة، مستشهدًا بالمثل الشعبي "صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ"، لافتًا إلى أنه يدير على أساس هذا المثل حياته الأسرية، متفائلا بأن تتحسن الظروف والأحوال خلال الفترة القادمة.

ويؤكد لبد أن تحسن نسبة صرف الرواتب لن يثنيهم عن المشاركة في مسيرات العودة الأسبوعية، منهيًا حديثه بتشغيل دراجته النارية متجهًا نحو مخيم ملكة شرق غزة.

100 دولار واحدة هي التي حصل عليها المدرس علاء الدين عاشور، ومباشرة استبدلها بعملة الشيقل من أحد رجال الصرافة الذين تجمعوا أمام البريد.

ويعمل عاشور بوزارة التربية والتعليم، ولا يخفي وغيره من الموظفين توقعهم بأن يحصلوا على راتب كامل من المنحة القطرية وفصلها عن الدفعة المالية التي تحصلوا عليها الأسبوع الماضي.

لكنه في نفس الوقت يعتقد أن حتى 100 دولار التي استكمل بها راتبه تمكنه من تسديد بعض الاحتياجات الأسرية لعدة أيام قادمة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

إنجاز لمسيرات العودة

بينما يعتقد الموظف بوزارة الصحة خالد أبو شاويش أن المنحة القطرية بالكاد تستطيع، تحسين وضع الموظف حتى نهاية الشهر، إلا أنه لم يتوقع أن تصرف المنحة القطرية سريعًا بعد يومين من حصولهم على جزء من راتب يوليو/ تموز الماضي.

ويعزو أبو شاويش ما وصفه "بالإنجاز" إلى الشعب الفلسطيني الذي أثبت بمقاومته الشعبية قدرته على تحقيق إنجازات "تحسن أحوال العباد بعد أن شدد الاحتلال الخناق على غزة، وزيادة الأوضاع الإنسانية قسوة بالعقوبات التي فرضتها السلطة".

تعددت مطالب أبناء الموظفة في الخدمات الطبية العسكرية أمينة الخالدي التسعة، قبل ذهابها لاستلام راتبها، وما أن خرجت من البريد بدا على وجهها علامات ممزوجة بين الضحك والحيرة في نفس الوقت، كيف ستوازن بين مطالب أبنائها واحتياجات الأسرة الأساسية؟! كان ذلك بينما كانت تعد ثلاث ورقات من فئة مئة دولار، وأمامها يقف اثنان من أبنائها.

وأول شيء سترتاح منه الخالدي كما تحدثت لصحيفة "فلسطين" هو سداد الديون، ومن ثم تلبية بعض مطالب الأبناء، واحتياجات العائلة الأساسية، من باب إدخال السرور ولو بالشيء القليل بعد انتظار دام خمسين يوما منذ تقاضي الموظفين راتب يونيو/ حزيران.

في داخل قاعة البريد، اكتظت الصالة بالموظفين، لكن حسن النظام الذي اتبعته أجهزة الشرطة الفلسطينية سهل من عملية حصول الموظفين على رواتبهم بسرعة وهدوء، بوجود مراقبين من اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة.

وكان من بين هؤلاء نائب السفير القطري الذي وفد إلى المكان لتفقد سير عملية الصرف.

وكانت المالية بغزة أوضحت في بيان صحفي، مساء أول من أمس، آلية الاستفادة من المنحة بحيث ستستكمل نسبة الصرف حصول الموظف على راتب يوليو الماضي كاملًا، على أن يحصلوا في الأشهر الخمس المقبلة على 50%، مشيرة إلى أن الموظفين الذين حجبت أسماؤهم عن المنحة ستصرف لهم الرواتب بذات الآلية من الإيراد المحلي.

اخبار ذات صلة