فلسطين أون لاين

عائلة شواهنة.. شاهد على إرهاب المستوطنين في طرقات الضفة

...
مستوطنون يعربدون في الضفة (أرشيف)
قلقيلية - مصطفى صبري

ما زالت آثار الحجارة التي ألقيت على مركبته وبداخلها زوجته وطفلتاه وصهره وزوجته الحامل شاخصة في مخيلة الأسير المحرر علي شواهنة، من قرية كفر ثلث شرقي قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، بعدما نجا من الموت بأعجوبة في إثر إلقاء المستوطنين الحجارة عليه.

ويروي شواهنة لصحيفة "فلسطين"، ما جرى لعائلته في "ليلة الرعب" الأحد الماضي على الطريق الواصل بين بؤرة "جفعات جلعاد" قرب قرية جيت وطريق يتسهار الالتفافي.

ويقول شواهنة: "كنت مسافرًا على الطريق القريب من "جفعات جلعاد"، وإذا بمجموعة من المستوطنين تلقي علينا الحجارة من تلة قريبة من الشارع، ولولا لطف الله لكانت نهاية زوجتي".

وأضاف: سقط حجر كبير على مقدمة السيارة دون أن يخترق الزجاج الأمامي، حيث كانت زوجتي تجلس في المقعد الأمامي، وأصيبت طفلتي الرضيع "أسيل" بحجر في الرأس وتعرضت زوجة صهري الحامل إلى انتكاسة صحية.

وتابع شواهنة: "كُتبت لنا حياة جديدة من إرهاب يمارسه قطعان المستوطنين على الأرض دون تحرك من جيش الاحتلال، فما دامت الضحية من الفلسطينيين، فلا داعي للتحرك حسب معايير الجيش".

وتقول أمينة الطويل زوجة شواهنة، وهي ناشطة في شؤون الأسرى: "ما شاهدته لا يمكن محوُه من ذاكرتي، فقد خضنا تجربة خطيرة ومؤلمة من إرهاب قطعان المستوطنين الذين يقطنون بؤرة جلعاد والمعروفون جميعهم بخلفياتهم الفكرية المتطرفة ويمارسون إرهابهم اليومي بحق القرى المجاورة.

وتابعت الطويل لصحيفة "فلسطين: "الحجارة كانت تمطر علينا مطرًا فهم على تلة كبيرة، وكانوا يصرخون ويضحكون، فحقدهم لم يفرق بين كبير ورضيع، وجيش الاحتلال يحميهم، فدوريات الاحتلال لا تتوقف عن التحرك بالقرب من مكان الهجوم، وحتى الإسعاف الإسرائيلي لم يحضر وانتظرنا الإسعاف الفلسطيني".

ووصفت الطويل الاعتداء على عائلتها "بالزلزال"، إذ لم تتوقف حجارة المستوطنين ونحن نصرخ، إلى أن تجمعت المركبات وبعدها حضر الجيش الذي لم يحرك ساكنًا.

وفي الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استشهدت المواطنة عائشة الرابي "45 عامًا" في إثر اعتداء المستوطنين على سيارة التي كان يقودها زوجها وهما عائدان إلى منزلهما قرب حاجز زعترة جنوبي نابلس، بعد زيارة عائلية إلى الخليل.

من جهته، أكد موثق الانتهاكات الإسرائيلية في بلدة عزون، حسن شبيطة، أن اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين تزداد بطريقة مسعورة.

وقال شبيطة لـ"فلسطين": "إن لُعاب أفراد عصابة تدفيع الثمن يزداد يوما بعد يوم، فبعد حرق عائلة دوابشة قبل ثلاث سنوات، وبعد شهر من استشهاد عائشة الرابي المسلسل الإرهابي للمستوطنين لا يتوقف".

وأضاف: "اعتداءات المستوطنين تأخذ أشكالًا أخرى دون استخدام الأسلحة، فالحجارة والحرق الكامل للمنازل والمساجد والأشجار والمركبات أساليب تقتل الفلسطيني بصمت ودون ضجيج".

وأشار إلى أن زيادة الاعتداءات يوضح أنها "هجمات منظمة، وجماعية، وتقف خلفها منظمات إرهابية".

من جانبه، رأى الخبير النفسي د. حاسم الشاعر أن إرهاب المستوطنين له أبعاد خطيرة على الأرض وعلى الإنسان الفلسطيني، فهو يشكل عامل خوف دائم من جرائم محتملة.

وقال الشاعر لصحيفة "فسطين": "الشواهد على حدوث الجرائم كثيرة وتكاد تتكرر يوميًّا، وهذا الأمر يؤسس إلى نكسات نفسية لدى النساء والأطفال".

وأضاف: "يحاول قطعان المستوطنين إعادة سيناريو النكبة حيث اُرتكبت مجازر من قبل العصابات اليهودية بحق الفلسطينيين ما أدى إلى هجرة مئات الآلاف، والتاريخ يعيد نفسه من خلال هذه الجرائم التي تحدث بحق المواطنين، كي تصبح هاجس الفلسطيني، وعليه يفكر بالرحيل كحل لمشكلة إرهاب المستوطنين".

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو 430 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية. وهذا العدد لا يشمل 220 ألف مستوطن في مستوطنات مقامة على أراضي شرقي القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.