عدّت فصائل فلسطينية المشاريع والمساعدات التي أعلن عنها مسؤولون حكوميون أمس، "ثمرة من ثمار مسيرات العودة والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني خلالها".
وأوضحت الفصائل لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الإنجازات، هي الخطوة الأولى على طريق كسر الحصار المفروض على قطاع غزة كاملًا.
وأعلن مسؤولون حكوميون في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي مساء أمس، عن تقديم رزمة من المساعدات المالية وصرف رواتب للموظفين ابتداءً من اليوم.
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي، عدّ تلك التحسينات "خطوة مهمة على طريق كسر الحصار المفروض على غزة، وصولًا إلى إنهائه كليًا وتحقيق حرية الشعب الفلسطيني".
وقال القططي: إن ما جرى الإعلان عنه هو مطلب وطني وحق من حقوق الشعب الفلسطيني، لدعم صموده وإصراره على حقه بالعيش حياة كريمة ورفضه الإذلال، سيّما أنه يُشكّل الحاضنة للمقاومة، عادًّا إياه "ثمرة لصمود المقاومة أمام محاولات الاحتلال بشن عدوان على غزة".
وأضاف: "إن المسيرات انطلقت من أجل إحياء مفهوم العودة أولًا وتأكيد الرواية الفلسطينية على حقه بالعودة لأراضيه المحتلة، وثانيًا لأجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة".
وأشار إلى أن تفاهمات التهدئة عام 2014، كان المفترض أن يقابلها كسر الحصار، منبّهًا إلى أن الاحتلال ماطل خلال السنوات الأربع الماضية، مستدركًا: "لكّنه فهم الرسالة اليوم بأن الفلسطينيين لن يقبلوا التهدئة مقابل التهدئة".
وتابع: "مفهوم التهدئة هو ألّا تكون مقابل ثمن سياسي ولا على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية"، معربًا عن أمله أن تكون التهدئة مدخلًا لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة.
بدوره ثمّن عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف الإنجازات التي أعلنت عنها وزارات غزة، عادًا إياها "خطوة مهمة في البدء بتخفيف الحصار عن قطاع غزة".
وقال خلف: "هذه الإنجازات ليست هي الطموح التي نسعى إليه فقط، إنما مزيد من إجراءات التخفيف عن جميع شرائح المجتمع الفلسطيني"، معربًا عن أمله أن تكون هناك خطوات واسعة خلال المرحلة المُقبلة من شأنها التخفيف من الأعباء المعيشية على القطاع.
وبيّن أن مسيرات العودة هي مشروع نضالي ومن أحد أهدافها كسر الحصار عن غزة، مؤكدًا استمرارها بأدواتها السلمية.
وأضاف "أن تضحيات الشعب الفلسطيني ودماءه عظيمة ولا يُمكن مقارنتها بأي إنجازات".
انتزاع الحقوق
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ماهر مزهر، أن استعادة الحقوق الفلسطينية وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، هي ثمرة العمل الشعبي الذي شهدته مسيرات العودة منذ انطلاقها في الميادين الخمسة على حدود قطاع غزة.
وقال مزهر: "كسر الحصار المفروض على غزة لن يكون أحد إنجازات مسيرات العودة فقط، بل سيكون المدخل من أجل توفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني".
ورأى أن المسيرات ستشكل نافذة نحو المصالحة الوطنية، والضغط على قيادة السلطة الفلسطينية، من أجل التراجع عن إجراءاتها الظالمة المفروضة على الشعب الفلسطيني.
وأوضح مزهر أن المسيرات ستحقق طموحات الشعب الفلسطيني، حال توحّد الكل الفلسطيني في الميدان تحت راية العلم الفلسطيني، بعيدًا عن الأجندات الفئوية والحزبية.
ونبّه إلى ضرورة أن ينصب الجهد الفلسطيني نحو استمرار المسيرات والحفاظ على أدواتها السلمية والشعبية ورفع كلفة الاحتلال، منوهًا إلى أهمية تعزيز الحاضنة الشعبية باتجاه التفاف الجماهير الفلسطينية حول الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، من أجل أن يُرفع الحصار المفروض على القطاع.
وحثّ السلطة على تحمل مسؤولياتها باتجاه تعزيز مقومات الصمود لشعبنا الفلسطيني من خلال رفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة.
وأشار إلى أهمية تشكيل حاضنة قومية وعربية وإسلامية مساندة لمسيرات العودة، من أجل الكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي المُجرم، الذي يستخدم كل أدوات البطش والتنكيل ضد الفلسطينيين.
وطالب مزهر، بوحدة الصف الفلسطيني، بهدف إنجاز المصالحة، "وهي المدخل الأساسي الذي نستطيع من خلالها صياغة سياسة استراتيجية واضحة لمقاومة المشروع الصهيوني والتصدي لصفقة القرن والاستيطان"، وفق قوله.
ودعا، إلى تكثيف الحملات الإعلامية باتجاه فضح ممارسات الاحتلال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، منبّهًا إلى أن تحقيق ما سبق ذكره، من شأنه إرباك حسابات العدو والضغط عليه وكشف وجهه الحقيقي.
وشدد مزهر على أن مسيرات العودة مستمرة ولن تتوقف ولن تتراجع، بل يجري العمل على استمرار ديمومتها، حتى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وجدد تأكيده استمرار سلميّة المسيرات، من أجل الحفاظ على دماء الشعب الفلسطيني من عمليات القتل والبطش التي يمارسها الاحتلال، لافتًا إلى أن الهيئة تسعى لإبعاد غزة عن أي عدوان قد يُقدم عليه الاحتلال.
إلى ذلك، ثمّن عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين مؤمن عزيز، إعلان التحسينات المُعلنة لقطاع غزة، عادًا إياها "خطوة على طريق كسر الحصار وانتزاع الحقوق".
وقال عزيز: إن هذه التحسينات هي نتاج تضحيات كبيرة سطرها شعبنا في مسيرة العودة المستمرة حتى تحقيق أهدافها.