فلسطين أون لاين

​من العمليات النوعية على مستوى الشرق الأوسط

جراحو أعصاب غزة يفصلون دماغًا زائدًا خارج الجمجمة

...
غزة_ نسمة حمتو:

تمكن طبيب في قطاع غزة من إجراء عملية جراحية معقدة وخطيرة جدًّا، وهي فصل دماغ زائد خارج جمجمة طفلة، بمساعدة فريق طبي متخصص في جراحة المخ والأعصاب بقطاع غزة، وتمكنوا من إفاقة الطفلة في ظروف طبيعية دون حدوث أي مضاعفات.

عيب خلقي

رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الشفاء محمود أبو خاطر قال لـ"فلسطين": "إحدى السيدات أنجبت طفلة لديها عيب خلقي في الرأس، وبفضل الله استطعنا استئصال دماغ زائد خارج الجمجمة ومحاط بالأوعية والشرايين المغذية له".

وأضاف أبو خاطر: "هذه المرة الثانية التي تُجرى في قطاع غزة عملية بهذه الخطورة"، مشيرًا إلى أن الفريق الطبي المتخصص في قطاع غزة أجرى العملية الجراحية، والطفلة على قيد الحياة، وكان بالإمكان إفاقتها بعد إجراء العملية مباشرة.

عملية ناجحة

وتابع قوله: "بعد إجراء العملية أجرينا تخطيط قلب للطفلة التي لا تتجاوز سنها اليوم الواحد فقط، وبفضل الله تعيش حياة طبيعية كما الأطفال في سنها، ولكن لا نستطيع الحكم على حالتها العقلية إلا بعد أيام من إجراء العملية".

ونبه رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الشفاء أنه في عمليات فصل الدماغين تحدث وفاة في كثير من الحالات، وهي تعد من العمليات النوعية على مستوى الشرق الأوسط.

وقال أبو خاطر: "رغم الصعوبات التي نواجهها في المستشفى من نقص الأدوية والمعدات الطبية يوجد في غزة إنجازات تضاهي المستويات العالمية بفضل الخبرة العملية التي اكتسبها هؤلاء الجراحون في مستشفيات الخارج، خاصة ألمانيا".

وأكد أن السرعة الفائقة والمهارة العلمية العالية في هذا المجال كانتا سبب نجاح هذه العملية، مضيفًا: "كذلك بفضل الفريق الطبي، خاصة طبيب التجميل الذي برع كثيرًا في إجراء الجراحة التجميلية بعد العملية".

المعدات الحديثة

أما فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه جراحة المخ والأعصاب في قطاع غزة فذكر أبو خاطر أن عدم توافر المعدات الحديثة التي يستخدمها الأطباء في الخارج، وعدم وجود أجهزة طبية كافية لإجراء العمليات الجراحية عائقان أمام جراحة الأعصاب.

وتابع قوله: "كذلك التعطل المتكرر للأجهزة في مستشفى الشفاء، ما يؤدي إلى التأخر في إعادتها للعمل مرة أخرى، وهذا أيضًا يسبب مشكلة كبيرة لدينا في القسم، إضافة إلى حاجتنا في مستشفى الشفاء إلى فرق طبية متخصصة وخريجين من دول أوروبية وأجنبية، لديهم خبرة عالية في جراحة المخ والأعصاب، فنحن نعاني كثيرًا من نقص الفريق الطبي، بسبب السفر وهجرة العقول إلى الخارج".