التقطت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مشهدا لبروز شمسي ضخم ينطلق من سطح الشمس امتد بطول 129 ألف كلم، أي أكثر من عشرة أضعاف قطر الأرض الذي يزيد قليلا عن 12.74 ألف كلم.
وسجل مشهدَ البروز القمر الصناعي الراصد للطاقة الشمسية "أس.دي.أو" يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والبروز الشمسي ظاهرة غير مفسرة، فالعلماء لا يعرفون بالضبط كيف ولماذا تتشكل، فهي تنطلق من سطح الشمس (الفوتوسفير) باتجاه الهالة (إكليل البلازما المحيط بالشمس).
وقالت ناسا في بيان إن علماءها رصدوا لحظة ارتفاع البروز فوق سطح الشمس والتفافه، قبل أن يمتد ويبتعد عنها. ويتكون البروز من غيوم باردة نسبيا من المادة الشمسية (البلازما).
وتتكون البلازما من الهيدروجين والهيليوم المشحونين بالكهرباء ويتحركان معا عبر الحقول المغناطيسية التي تولدها الشمس، وعندما يحدث اختلال في تركيبة سطح الشمس، تتحرر البلازما وتنفجر إلى الخارج مسببة بروزا للطاقة الشمسية قد يستمر على مدار اليوم، وهناك حالات قد تستمر لعدة أشهر.
أما إذا حدث وانكسر البروز إلى أجزاء، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى إخراج كتلة إكليلية، حيث يتم طرد الغاز الساخن إلى النظام الشمسي.
ويمتد البروز إلى عشرات آلاف الكيلومترات في الفضاء وربما مئات الآلاف. ووفقا لمجلة "الكون اليوم" بلغ امتداد البروز المسجل في أغسطس/آب 2012 أكثر من 800 ألف كلم.
وبالرغم من أن البشر كانوا يدرسون الشمس لآلاف السنين، فلا يزال هناك العديد من الجوانب التي لا نفهمها. ومنها مثلا: لماذا الإكليل أكثر سخونة من سطح الشمس؟ وما سبب تشكل البقع الشمسية؟
وفي محاولة للإجابة على بعض هذه الأسئلة، أطلقت ناسا مركبة فضائية نحو الشمس، أصبحت الشهر الماضي أقرب مركبة إلى الشمس، بعدما اقتربت إلى مسافة 42.7 مليون كلم من سطحها. ويُفترض أن تصل المركبة في أقرب نقطة لها من الشمس إلى مسافة 6 ملايين كلم.