فلسطين أون لاين

استياء فلسطيني لبناني من دور "فتح" السلبي بمخيمات لبنان

...
دور فتح كان مماطلًا في إعادة الهدوء والاستقرار
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

كشفت مصادر مطلعة عن حالة استياء شعبية وفصائلية في الساحتين الفلسطينية واللبنانية، من دور حركة فتح في الاشتباكات المسلحة الأخيرة داخل مخيم "المية ومية"، القريب من مدينة صيدا اللبنانية جنوبًا.

وأكدت المصادر التي رغبت في الاحتفاظ بهويتها لدواعٍ خاصة لـ"فلسطين" أن دور فتح كان مماطلًا في إعادة الهدوء والاستقرار للمخيم، والالتزام بمطالبات الفصائل والوساطات اللبنانية بوقف إطلاق النار أكثر من مرة.

واندلعت عدة أيام اشتباكات مسلحة بين حركة فتح وجماعة أنصار الله داخل المخيم، استخدمت فيها العناصر الفتحاوية أنواعًا متطورة من القذائف والصواريخ، محاولة تحقيق تقدم (انتصار) على تنظيم أنصار الله.

وبدأت شرارة الاشتباكات على خلفية اختطاف حركة أنصار الله شخصًا ينتمي إلى حركة فتح، كان مكلفًا من قيادته باغتيال أمينها العام جمال سليمان بعبوة ناسفة داخل مخيم "المية ومية"، وفق ما تحقق منه فصائليًّا.

وأدت هذه الاشتباكات إلى نزوح أكثر من 80% من سكان المخيم، وتدمير جزئي لعدد من منازله التي طالتها القذائف الصاروخية، وأحرق بعضها عناصر فتح، بعد اقتحامها وقت الاشتباكات.

ووفقًا لإفادة المصادر إن إطلاق عناصر فتح المسلحة بكثافة النار وصواريخ الكاتيوشا والـ(آر بي جي)، حتى وصلت إلى بلدة "المية ومية" المجاورة للمخيم؛ أجبر المواطنين اللبنانيين مجددًا من شرق صيدا على الخروج من بيوتهم.

وفي أثناء ذلك اضطر الجيش اللبناني إلى تسيير دوريات في البلدة، وتمركزت وحدة منه في ساحة البلدة، لطمأنة الأهالي، غير أنه رغم ذلك بقيت النيران تصل إلى منازل البلدة، وهو ما عطل المدارس.

وشعر أهالي بلدة المية ومية المسيحيون أن الحرب عادت تطرق أبوابهم مرة جديدة، بسبب الاشتباكات التي تقف وراءها حركة فتح، ودعوا الجيش اللبناني لسحب السلاح من المخيم، ونظم حزب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فعاليات أساء بعضها إلى مخيم "المية ومية"، وإلى الوجود الفلسطيني في لبنان.

وعقّب الأمين العام لـ"اتحاد علماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود على أحداث واشتباكات مخيم "المية ومية" بقوله: "إن الأحداث افتعلتها عناصر غير منضبطة من فتح"، مشيرًا إلى أن الحجج التي استندت إليها فتح أزيلت، "فمخيم "المية ومية صغير، ولا يحتمل هذه المعارك التي تتجاوزه إلى الخارج"، حسبما ذكر.

وتوصلت اتصالات بين قيادة حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى وجهات لبنانية سياسية وأمنية عدة، بخصوص الاشتباكات التي استمرت أسبوعين متقطعة في المخيم، إلى وقف إطلاق النار، وإعلان الهدنة بين الطرفين.