فلسطين أون لاين

​تعلّم المواطنة بالفن والموسيقا.. كيف؟

...
المبادرة تهدف لتعليم الشباب الفنون والموسيقا
غزة/ صفاء عاشور:

هي مبادرة تختلف في مضمونها عن غيرها من المبادرات التي تهدف للمساعدة وحلّ بعض المشكلات، أو تسليط الضوء على قضية بعينها، فالمركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر توجه نحو مبادرة لتعليم الفنون والموسيقا.

مبادرة جذبت العشرات من الشباب الهواة الذين لديهم الرغبة بتعلم الموسيقا وبعض الفنون، أو لديهم هواية كتابة الشعر، والقصة القصيرة وغيرها من الفنون، ليتاح المجال لهم بهذه المبادرة تعلم كل ما يرغبون به ضمن نطاق قضية معينة هم من اختارها.

المنسق في المركز الثقافي في جمعية الثقافة والفكر الحر ماهر داود، أوضح أن المركز عرض إعلانًا منذ بداية شهر يوليو الماضي حول بدء مبادرة لتعلم الفنون والموسيقا، وكان الإقبال على التسجيل فيها واضحاً منذ البداية، خاصة من فئة الشباب في العشرينات من العمر.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "المبادرة تهدف لتعليم الشباب الفنون والموسيقا حسب هواية كل شخص أو رغبته بتعلم ما يرغب، وبعد انضمام الشباب لهذه المبادرة وزعوا على فرق حسب رغبة كل شخص".

وأضاف داود: إن "تعلم الموسيقا والفنون في هذه المبادرة ضمن قضية معينة يختارها الفريق"، لافتاً إلى أن القضية عملوا عليها ضمن هذه المبادرة هي قضية المواطنة.

وبين أنه بعد اختيار قضية المواطنة، وضعت خطة عمل للأنشطة والفعاليات التي سيقوم بها المنضمون للمبادرة خلال الستة أشهر المخصصة لهذه المبادرة.

وأفاد داود بأن تعلم الفنون والموسيقا في هذه المبادرة يأتي بانتقال المعرفة من شاب لشاب بسماع فقرات موسيقية، يتم التعديل عليها وتلحينها، وإتقان التقنيات الأساسية للعود والجيتار وكتابة الشعر، لافتاً إلى أنه يحضر خبير في هذه المجالات عندما يحتاج الشباب إلى الإجابة عن تساؤلات لا يجدون إجابة عنها.

ولفت إلى أن المبادرة تعتمد في تعلم الفنون والموسيقا على عمل الورش التي يجتمع فيها الشباب لبحث القضية التي اختاروها، وتداول الأفكار، والوصول إلى أفضل الحلول التي تعود عليها بالنفع فيما يتعلق بالقضية التي اختاروها وهي قضية المواطنة.

وأشار داود إلى أنه في منصة الأدب عقدت 35 ورشة تدريبية لتعلم القصة القصير والشعر، موضحاً أن فكرة التعلم تقوم على تناقل المعرفة بين شخص إلى شخص بالتجربة، وليس بالتعليم من أستاذ أو خبير في هذا المجال.

وأردف: "أما في قسم الموسيقا فعقدت 50 ورشة موسيقا لتعلم العزف على العود والجيتار والإيقاع، كما كتبت 5 أغانٍ لشباب وتدربوا عليها ولحنوا أربعًا منها داخل المركز وجميعها تناولت قضية المواطنة".

وذكر داود أن فعاليات المبادرة خرجت من إطار العمل في المركز الثقافي وامتدت إلى عمل لقاءات داخل 4 جامعات في قطاع غزة، لمزيد من التعليم للشباب في المجالات التي اختاروها.

ولفت إلى أنه ستعرض منتجات وإصدارات الشباب التي تدربوا عليها خلال الستة أشهر، وستعرض المنتجات الموسيقية والأغاني التي كتبت ولحنت حسب قضية المواطنة التي اختارها الشباب.

وبين داود أن تعلم الفنون والموسيقا أصبح يشهد إقبالاً من الشباب، بعد أن بدأت نظرة المجتمع تتغير وتقبل الناس الذين يدرسونها، خاصة أنهم يستخدمونها في مجالات وطنية تدافع عن القضية الفلسطينية.