فلسطين أون لاين

​الشهيد "الريفي" يلحق بتوأمه ووالده بعد معاناة 4 سنوات

...
إنهم لم يرتبكوا أي ذنب، فلماذا تقلتهم الطائرات الحربية
غزة/ أدهم الشريف:

كان الـ21 من آب/ أغسطس 2014م مفصليًّا لعائلة الريفي الغزِّية بعد فقدانها عددًا من أفرادها بينهم أطفال في قصف أرض زراعية في مدينة غزة إبَّان العدوان العسكري الإسرائيلي آنذاك؛ وكذلك أصبح 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مفصليًا للعائلة أيضًا بعدما فقدت طفلًا آخر متأثرًا بإصابته بنيران الاحتلال.

محمد الريفي طفل يبلغ عمره (14 عامًا)، أصيب في القصف الإسرائيلي قبل ما يزيد على أربع سنوات، وتسبب في شلل رباعي له. وفي ذات القصف، استشهد شق التوأم منه عمر، ووالدهما نصر الريفي، وشقيقه محمد، وأربعة أطفال أشقاء من العائلة تتراوح أعمارهم بين 4-9 أعوام.

"قبل سنوات ودعنا الشهيد عمر، واليوم نودع توأمه محمد"، قال زياد الريفي وهو جد الطفل، وذرف الدموع من عينين احمرَّتا حزنًا على ضحايا العائلة.

وكانت مصادر طبية بغزة، أعلنت استشهاد محمد الريفي صباح أمس، متأثرًا بجراحه بعد أزيد من 4 سنوات قضاها يتلقى العلاج.

ويقول جد الطفل: إن أفراد العائلة كانوا في مزرعة لنا قريبة من شارع النفق وسط مدينة غزة، حين أغارت عليهم طائرة حربية من دون طيار بصاروخ واحد، قبل أن تغير مجددًا مقاتلة حربية بقنبلة على ذات المكان.

ويتساءل، إنهم لم يرتبكوا أي ذنب، فلماذا تقلتهم الطائرات الحربية؟

وخلال العدوان على غزة طيلة 51 يومًا، تعمد جيش الاحتلال استهداف المدنيين، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا ووصولها إلى أكثر من 2200 شهيد، وفقًا لما وثقته مراكز حقوقية، فضلًا عن آلاف المصابين.

وكانت إصابة محمد حرجة جدًا بعدما وصلت النخاع الشوكي، وتسببت له بشلل رباعي، مكث في إثرها في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي أكثر من 4 سنوات يتلقى العلاج.

ولم يكن قادرًا على التقاط أنفاسه بالشكل الطبيعي خلال مدّة علاجه إلا بواسطة أجهزة تنفس صناعية، لولاها لفقد حياته منذ إصابته، كما يقول جد التوأمين.

ويضيف: إن "الشهيد (محمد) كان مميزًا في دراسته، ولم ينقطع عنها رغم إصابته بالشلل الرباعي في إثر القصف الإسرائيلي، وكان مدرسوه يقدمون الدروس له داخل المستشفى".

لكن مضاعفات صحية طرأت على حالته في مستشفى الوفاء، أخيرًا، بعد سنوات من المعاناة انتهت باستشهاده.

وهيمن الحزن على عائلة الشهيد وفرض نفسه بقوة على المتضامنين معها بعدما جاؤوا إلى منزلها في حي الدرج، شرق مدينة غزة، للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد ومواراته تحت الثرى.

وقد ترك استشهاد التوأمين حزنًا كبيرًا في قلب والدتهم، التي ودعت طفلها الثاني وهي تبكي بشدة.

وكانت والدة التوأمين الشهيدين، أنجبت بعد استشهاد زوجها طفلًا سمّته عمر تيمنًا باسم شقيقه الشهيد عمر (شق التوأم من محمد)، وهو كل من تبقى لها من أسرتها التي قضت برفقتها أيامًا جميلة ستبقى ذكراها حيَّة في كل ضحكة يصيح بها طفلها الوحيد.